نرشح لك.. “نشيج الدودوك” سيرة روائية للأردنى جلال برجس
ثقافة أول اثنين:
يكشف جلال برجس الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية فى عام 2021 فى روايته نشيج الدودوك عن محطات غير معروفة في حياته، وعن طريقه التي لم تكن سهلة نحو ما وصل إليه من مكانة في عالم الأدب ويصطحبنا في رحلة ممتعة، وعميقة، في تقاطع جميل بين حكايته، وحكاية ثلاثة مدن زارها، وحكاية ثلاثة كتب رافقته في السفر. كل ذلك جاء بلغة عالية، كاشفة، فيها مستوى من الاعتراف الجريء الذي نحتاجه في عالمنا العربي.
يكتب جلال برجس فى الرواية حكايته الخاصة التي فيها تطرق عميق للقراءة، والكتابة، والسفر، والحب، والفشل، والنجاح، وفيها مقاربة لأحزان الإنسان، وأفراحه، وكيف تتشكل ابتداء من الطفولة.
ومن أجواء رواية نشيج الدودوك نقرأ:
“راحت السيدة الإنجليزية ترسم على صدرها شارة الصليب، وحين نظرت إلى الآخرين وجدت معظمهم يبتهلون إلى الله. أرخيت رأسي على الكرسي، وأغمضت عيني، أنظر فيما واء جفني من ظلمة، وأسمع منها دويا غير دوي الطائرة، وتأتيني منها انفاسي وهي تتعالى بوتيرة مرتبكة. شعرت بأني ضعيف بقدر لم أعهده من قبل، وبأني يابس مثل غصن مبتور من شجرة، ملقى في العراء. نهضت من كرسيي، وذهبت إلى حمام الطائرة، وبالكاد استطعت أن أستحم. كنت بعجالة أمسح جسدي بالماء بعد أن أجمعه بكفي. عدت إلى مقعدي، وغمرت رأسي بما يزودون به المسافرين من بطانيات. ورحت أصلي. ما أتذكره أني صليت مرارا، وقرأت كثيرا من آيات القرآن الكريم. في البداية صليت بتلعثم، وارتباك، ثم فيما بعد مسني الهدوء رغم ما أشعر به من اهتزاز، وعدم استقرار.
لكن الطائرة هوت مرة واحدة؛ فعم الزعيق، والصراخ، والعويل، وارتطمت الأجساد ببعضها، وسقطت الحقائب من مخائبها، وراح الذهول يحكم قبضته علي بشراسة، بينما الطائرة تتحول إلى كتلة لا قدرة لأحد أن يسيطر عليها، إلى أن ارتطمت بالأرض”.
ويعتبر جلال برجس واحدا من أشهر الكتاب الأردنيين وقد فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” 2021 عن رواية “دفاتر الوراق”، وجائزة كتارا للرواية العربية 2015 عن رواية “أفاعي النار وحكاية العاشق علي بن محمود القصاد، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2014 عن رواية “مقصلة الحالم، وجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012 عن المجموعة القصصية “الزلزال”.