خوسيه مارتين.. سياسى أرجنتينى أهدى لقب الحامى لمناضل له شارع باسمه فى مصر
ثقافة أول اثنين:
تحل اليوم ذكرى ميلاد خوسيه دى سان مارتين وهو جنرال أرجنتينى ساعد فى استقلال الأرجنتين عام 1821 ميلاديه، وكان أول رئيس لدولة بيرو فى أمريكا الجنوبية ما بين عامى 1821 و1822.
شغل خوسيه سان دى مارتين منصب رئيس بيرو بعد دخوله ليما وإعلان استقلالها ضمن الحملات العسكرية التي شهدتها أمريكا الجنوبية لتحرير بلدان القارة من الأسبان، وقد منح لقب “الحامي” إلا أنه تنازل عنه لصالح المناضل الآخر سيمون بوليفار الذى يحمل شارع شهير فى مصر اسمه.
ولد خوسيه دى سان مارتين في يابيو في الأرجنتين بمقاطعة كورينيز على نهر الأوروجواي، وكان أبوه نقيبا في الجيش الإسباني وقد سافر إلى مدريد لتعلم العسكرسة، فخدم في الحروب ضد المغاربة ونابليون وكانت قيادته المميزة في معركة بايلن قد رقته لرتبة مقدم.
في سنة 1812 قدم خدماته لحكومة بوينس آيرس لاستقلال الأرجنتين وإجلاء القوات الملكية عنها، وعين عام 1814 في قيادة الجيش الثوري الذي كان يهاجم الملكيين في حدود البيرو، ولكنه استقال بعدها بوقت قصير لأنه أدرك أنه لكي تنجح الثورة عليه أولا طرد الإسبان من تشيلي وبعدها ينظم حملة ضد مراكز القوة الإسبانية في البيرو، استطاع أن يثبت نفسه في مندوزا حيث حضر لغزو تشيلي.
وفي فبراير 1817 كون جيشا قوامه نحو ثلاثة آلاف من المشاة وألف من الخيالة بالإضافة للمدفعية وقوافل المتاع، عبر به جبال الأنديز المقفرة والوعرة وفي ممرات ترتفع خمسة آلاف متر عن سطح البحر في مسعى لتحرير تشيلي وهذا ما تحقق له بعد هزيمة الجيش الإسباني في معركة تشاكابوكو في 12 فبراير 1817 فأعيد إنشاء الحكومة الوطنية في سانتياجو تحت حكم برناردو أوهيجينز بينما حضر سان مارتين نفسه لغزو البيرو، وقاد جيشا تشيليا ضد قوة جديدة من الملكيين وانتصر في معركة مايبو في أبريل 1818 فأمن استقلال تشيلي.
تركه هذا حرا لينظم حملة ضد البيرو، وساعده أوهيجينز والحكومة الأرجنتينية فاستطاع تأمين العدد المطلوب من الجيش والأساطيل وانطلق في أغسطس 1820، وحطت قواته بعد وقت قصير في بيسكو حيث أراد أن يدخل في مفاوضات مع نائب الملك في ليما، فأمضى عدة أشهر دون قتال على أمل أن إظهار القوة وتأثير الوجدان الشعبي سيقود إلى انسحاب سلمي للإسبان وفي يوليو 1821 قام الإسبان بإخلاء ليما ودخلها سان مارتين وأصبح قائد بيرو وأعلن استقلالها واتخذ منصب الحامي، لكن منصبه لم يكن مؤمنا فلم يهزم الحزب الملكي بشكل حاسم ونظم عدة انتفاضات في الداخل، وكذلك بسبب التنافس مع بوليفار الذي وصل مع جيشه في الحدود الشمالية للبيرو ولكل هذه الأسباب ترك سان مارتين السلطة بعد بلوغها بسنة واحدة فقط في 10 سبتمبر 1822 وترك البلاد بعدها.
أمضى وقتا قصيرا في الأرجنتين وتشيلي، ولكن أعداءه وجهوا الشعور الوطني ضده، ماتت زوجته بعدها بسنة 1823 في بوينس آيرس وبعد نشوب الحرب الأهلية في مقاطعات الأنديز توجه إلى فرنسا مع ابنته الصغيرة ميرسيديس بعد فشل مساعيه فى أن يعيش حياته الخاصة بسلام، وتوفي فيها في مدينة بولوني فقيرا يوم 17 أغسطس 1850.