مهندس مصرى قديم وراء استخدام الحجر فى المبانى وصاحب هرم شهير.. من هو؟
ثقافة أول اثنين:
نقل المهندس المعمارى المصرى القديم شكل المبانى التى كانت بالطوب اللبن إلى تلك التى شيدها بالحجر الجيرى عندما اهتدى إلى كيفية استعماله، ولا غرابة فى ذلك فالمصرى كان دائمًا يريد أن يمثل ما يقع تحت حسه فى حقله ومزارعه، فى بيته وفى معبده وفى قبره، وهذا أمر طبيعى، وقد لازمته هذه التقاليد طوال تاريخه العظيم رغم التقلبات والرقى والفتوح والمؤثرات الخارجية التى تناولت حياته.
والسؤال الذى يطرح نفسه هو من له الفضل فى استخدام الحجر الجيرى، وهنا يجيب الدكتور سليم حسن خلال موسوعته مصر القديمة إذ يقول: يرجع الفضل في ذلك إلى مهندس المعمار العظيم “إمحوتب” إذ قد استعملها في بناية معبدي الهرم المدرج وملحقاته، وكذلك في إقامة قبر “زوسر” نفسه أول ملوك الأسرة الثالثة.
كما استعمل “إمحوتب” على وجه عام قطعًا صغيرة من الحجر الجيري الأبيض في مبانيه الجميلة صغيرة الحجم، أما في المباني الضخمة فكان يستعمل في بنائها قطعًا صغيرة كذلك من الحجر المحلي كما يشاهد ذلك في هرم سقارة المدرج، وبعد حوالي قرن من الزمان من حكم “زوسر” جاء كل من الملكين “سنفرو” و”خوفو” في بداية الأسرة الرابعة، واستعملا قطعًا ضخمة من الحجر في بناء الهرم وفي كسوته وفي بناء جدران المعابد، وقد شوهد أن بعض القطع الفردية يبلغ طول الواحدة منها أربعة عشر مترًا في ارتفاع سبعة أمتار (كما يشاهد ذلك في معبد الوادي والمعبد الجنازي لهرم «خفرع») ويرجع الفضل في ذلك إلى كثرة استعمال النحاس لتسهيل قطع الأحجار في البلاد كما سنفصله فيما بعد.
وفي عهد “خوفو” بدأ المهندسون المعماريون يستعملون حجر الجرانيت الذي كان يجلب من أسوان وحجر البازلت بدلًا من الحجر الجيري في إقامة الجدران وفي كسوتها، وهذا التقدم في فن المعمار قد استمر في عهد ملوك الأسرة الرابعة الذين خلفوا “خوفو”، وكان من نتائج استعمال هذه الأحجار الصلبة القطع أن أقام منها الملك “خفرع” معبد الوادي الساذج التصميم، البسيط المنظر، وعمده المربعة الشكل، المصقولة صقلًا بديعًا ورصف رقعة مدخله بالمرمر.
وفي عهد الأسرة الخامسة ازداد استعمال الجرانيت، وتفنن المصري في صنع الأعمدة منه، كما يظهر ذلك في معبد “سحورع” حيث صنعت عمده على شكل سيقان النخيل وغيرها من الأشكال النباتية، مما يشعر بمحافظة المصري على استعمال الأشكال القديمة التي كانت مألوفة لديه قبل معرفته الأحجار الصلبة.