ذكرى ميلاد الإمام البخاري .. كيف غير علم الحديث؟
ثقافة أول اثنين:
جمع البخارى صحيحه فى 16 عاما، تحت عنوان “الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله .. وسننه وأيامه”، وضم 7275 حديثا اختارها من بين 600 ألف حديث كانت قد وصلته.
كان البخاري محلَّ قبولِ وثناء عامة الأئمة عبر التاريخ، فقد قال أحمد بن حنبل: “ما أخرجتْ خراسان مثلَ محمد بن إسماعيل البخاري”، وأفاض الحافظ الخطيب البغدادي في بيان مكانة البخاري في حواضر الإسلام: البصريين والحجازيين والكوفيين والبغداديين وأهل الريّ وخراسان، وقال الإمامان النووي والطوفي: “تلقيب البخاري ومسلم بإمامَي المحدّثين هو باعتبار ما كانا عليه من الورع والزهد والجد والاجتهاد في تخريج الصحيح حتى ائتم بهما في التصحيح كلُّ من بعدهما”.
ولم يتعجل إخراج الكتاب إذ بذل فيه الكثير من المراجعة والتنقيح والاستقصاء حتى خرج بالصورة النهائية له ليضم 7275 حديثا اختارها البخاري من بين 600 ألف حديث كانت قد وصلته، حيث عمل على تدقيق الروايات وفق منهج صارم. يحدث ذلك مع أن الإمام البخارى جمع الأحاديث الصحيحة فى كتابه “الجامع الصحيح المُسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم”، لكنه لم يستوعبها كلها، ومع ذلك كلما ذكرت جملة “حديث صحيح” فى خطبة أو كتاب أو درس دينى، ورد على الذهن اسم الإمام البخارى.
وعلى الرغم من مكانة البخاري وعِظَم قدره في الحديث فإن ذلك لم يشفع له عند والي بخارى؛ فأساء إليه، ونفاه إلى “خرتنك”؛ فظل بها صابرًا على البلاء، بعيدًا عن وطنه، حتى لقي الله في 30 رمضان 256هجرية الموافق31 أغسطس 869م ، ليلة عيد الفطر المبارك.