8 أشياء لاستعادة الثقة بعد التعرض لسوء المعاملة في الطفولة
إليك 8 أشياء يجب مراعاتها لاستعادة السيطرة على حياتك بعد التعرض لسوء المعاملة:
1. الحب والثقة:
تُعلِّم الإساءة الأطفال أنَّ السلوك المسيء أمر طبيعي، فعندما يتعرض الأطفال لسوء المعاملة من أشخاص يقولون إنَّهم يحبونهم، فإنَّهم يربطون بين الحب والألم والخوف والسيطرة والكبت، وعندما يكبر هؤلاء الأطفال يواجهون آخرين يقولون إنَّهم يحبونهم ويريدون إسعادهم، ولكن يرتبط حينها شعورهم بمحبة الآخرين لهم بمشاعر الخوف والرهبة.
لا يستطيع الأطفال تمييز سلوك شخص بالغ موثوق به من شخص آخر، وإذا كان أحد البالغين قادراً على فعل أشياء مؤذية فيبدو لهم أنَّ جميع البالغين يمكنهم فعل أشياء مؤذية، فيتعلم الناجي من الإساءة الشك في علاقات الحب بين البالغين.
عندما يتعرض الناس لسوء المعاملة فهم في كثير من الأحيان لا يدركون حتى تأثير الإساءة في تفاعلهم مع الآخرين، ويظنُّون أنَّ الناس لطفاء معهم فقط عندما يريدون شيئاً منهم؛ لكنَّهم يحسبون أنَّ هذا ينطبق على الجميع وأنَّ الأشخاص الذين يثقون بالآخرين هم ببساطة ساذجون.
غالباً ما يصبح الناجون من الإساءة مُدمِّرين لأنفسهم وانعزاليين، وفي كثير من الأحيان لا يستطيعون فهم سبب عدم تشكيك الناس بالآخرين كما هم يفعلون، وتصبح الذكريات راسخة بعمق، وهم لا يدركون أنَّها تؤثر في معتقداتهم وعاداتهم الحالية.
إذا كنت أحد الناجين من سوء المعاملة فقد تحسب أنَّه لا يمكن محو هذه العادات والمعتقدات، ولحسن الحظ يمكنك استعادة السيطرة وتعلم الثقة في الأشخاص الذين يحبونك.
2. العلاقات الأسرية:
قارَنَ علماء النفس إساءة معاملة الأطفال بالصدمات التي يتعرض لها الجنود في الحرب، وتماماً مثل الجنود، ينمِّي الأطفال المُعتدى عليهم مهارات النجاة مثل المرونة والشجاعة والقوة الداخلية؛ لكنَّهم يدفعون ثمناً باهظاً لقاء هذه المهارات.
ينظر الناجون من الإساءة إلى الأسرة بوصفها كيان واحد، ويرون أنَّ المعاناة هي الثمن الذي يجب دفعه ليكونوا جزءاً من هذا الكيان، وغالباً ما يرون البالغين مستبدين وبلا رحمة، ويشعرون بالعجز تجاههم حتى عندما يصبحون هم أنفسهم بالغين.
عندما يكبر الناجون من سوء المعاملة قد يواجهون مشكلات مع تسلط الآخرين، أو قد يجدون صعوبة في اكتساب الثقة واحترام الذات اللذين يحتاجون إليهما كبالغين ليتمكنوا من العمل في العالم الحقيقي.
شاهد بالفيديو: أربع عادات تمنحك الثقة بالنفس
3. حب الأم:
يعتمد الأطفالُ على أمهاتِهم في تحسين كل شيء؛ لكنَّ الناجين من سوء المعاملة لا يعتقدون بصحة هذا الأمر، وحتى عندما لا تعرف الأم أي شيء عن الإساءة التي تعرض لها طفلها فغالباً ما يفسر الطفل هذه الإساءة على أنَّها فشل أمه في حمايته، وقد يتحول هذا إلى استياء مع نمو الطفل.
في كثير من الأحيان يتجنب الناجون من الإساءة الاعتماد على الآخرين عندما يكبرون، فعندما يضطرون إلى الاعتماد على الآخرين، فإنَّهم يشعرون بالعجز والغضب، أو قد يصابون بالاكتئاب أو بنوبات الهلع، ومن المرجح أن يحاول الناجون من الإساءة التهرب من أي موقف يبدو مرهقاً أو خطيراً.
4. فرط الوعي:
قد تظنُّ في كثير من الأحيان أنَّ سبب الإساءة هو خطؤك، فأنت تستوعب مفهوم العقوبة وتعتقد أنَّك تعاني لأنَّك شخص سيئ، ويسبب هذا الاعتقاد ضرراً جسيماً عندما يكبر الأطفال المُعتدى عليهم.
بسبب التجربة يميل الناجون من الإساءة إلى أن يكونوا أكثر وعياً بمزاج الآخرين؛ لذلك تراهم يربطون عاطفة الانفعال لدى الآخرين بالتهديد بالعقاب، ويضطربون حتى في أصغر نزاع أو مواجهة، ويريدون التملص من مثل هذه المواقف بأسرع وقت ممكن.
5. الحواجز النفسية:
إحدى أشيع آليات المواجهة لدى الناجين من الاعتداء الجسدي هي بناء الحواجز النفسية، وتُعرف هذه العملية بالانفصال، وتحدث عندما يضع الناس حاجزاً بين ذواتهم الحقيقية وأجسادهم؛ لذلك قد يكون شخص آخر يسيء إليهم جسدياً؛ لكنَّ ذواتهم الحقيقية موجودة في مكان آخر.
الانفصال مشكلة نفسية خطيرة مع أنَّنا نتفهم تماماً سبب تعرُّض الناجين من الاعتداء له، وفي مرحلة البلوغ من المرجح أن يضع الناجون من الاعتداء الجسدي حاجزاً نفسياً بينهم وبين الآخرين، وهذا يسبب مشكلات في العلاقة الحميمية، ويمكن أن يسبب هلعاً عندما يمسُّهم الآخرون، وفي النهاية يؤدي إلى مشكلات أكبر في العلاقات.
إذا كنت مدركاً لوجود حواجز مثل هذه في علاقاتك، فقد يريحك أن تعرف بوجود خيارات الآن لإزالة هذه الحواجز والاستمتاع بحياة أفضل بدءاً من اليوم.
6. الحدود السليمة:
يخشى العديد من الناجين من الإساءة كل الناس ويتجنبون كل العلاقات، ومع ذلك يجد كثير غيرهم أنَّ الإساءة تُصعِّب عليهم وضع حدود سليمة، فهم أكثر عرضة للسماح للآخرين بمعاملتهم معاملة سيئة؛ لأنَّهم لا يعرفون ما هو طبيعي وسليم في العلاقات، ومن ثمَّ من المرجح أن يدخلوا في علاقات مسيئة عندما يكبرون؛ ما يؤدي إلى استمرار الانتهاك.
7. تغيير نظرتك:
إذا كنت أحد الناجين من سوء المعاملة فلست مضطراً إلى تكرار الأنماط التي تسببت بها الإساءة السابقة نفسها، ويمكنك تغيير نظرتك من خلال تغيير تأثير هذه الذكريات فيك.
تتمثل الخطوة الأولى في فهم أنَّ ليس كل شخص يرى العلاقات والأشخاص الآخرين بالطريقة نفسها، ويساعدك هذا الإدراك على البدء في اكتساب مشاعر غير مدمِّرة تجاه نفسك والآخرين، ومن ثمَّ تغيير نظرتك.
ما دمت وصلت إلى هذه المرحلة فهذا يعني أنَّ لديك ما يكفي من الصبر والشجاعة، فقد تساعدك هذه الصفات الإيجابية على تعلُّم كيفية الاستجابة للمواقف والأشخاص بطرائق جديدة، فهذه مهارة يمكنك تعلمها، وستساعدك على التحرر من ذكريات سوء المعاملة.
8. التخلص من الذكريات المؤلمة:
قبل عقد من الزمن اكتشف العلماء أنَّه من الممكن بالفعل التخلص من الذكريات المؤلمة؛ وهذا يعني أنَّك تستطيع إعادة عقلك إلى ما كان عليه قبل حدوث الضرر، ومن خلال هذه العملية يمكنك أن تتحرر من مشاعر الخزي والذنب بحيث لا تؤثر أي ندوب عاطفية من ماضيك في شعورك وتصرفاتك في الوقت الحاضر.
يمكنك القضاء تماماً على الشك الذاتي وكراهية الذات الشائعة جداً بين الناجين من الإساءة، وكذلك يمكنك أن تتعلم كيف تحكم على نفسك بناءً على مجموعة مختلفة وأصح من المعايير، فعندما تتحدث إلى الآخرين لن تستجيب بعد الآن بناءً على افتراضاتك السلبية وذكرياتك المؤلمة.
في الختام:
في مرحلة الطفولة أنت تعتمد على البالغين لمساعدتك على تمييز الخير من الشر، والصح من الخطأ، وعندما تكبر لم تعد مقيداً بالحواجز التي نشأت عن تلك التجربة؛ إذ صار بإمكانك معرفة الحقيقة بنفسك والسيطرة على حياتك، ويمكنك التخلص من تلك الذكريات المؤلمة التي تعوقك، ويمكنك أن تمنح نفسك مستقبلاً أفضل.