ما الذى فعله الظاهر بيبرس فى جامع الأزهر؟
ثقافة أول اثنين:
وكان للسلطان المملوكى تاريخ كبير مع الجامع الأزهر، فبعد أن قام الناصر صلاح الدين بغلق الجامع بسبب المد الشيعي، لكن مع بدأ العصر المملوكي ومع رابع خلفائه الظاهر بيبرس نظر للأزهر مرة أخرى، حيث قرر بيبرس إعادة تشغيله وتحويله لمؤسسة دعوية سنية لكون غالبية المصريين في هذا الوقت من المسلمين السنة، ومن يومها والأزهر يعمل كمنارة للعالم الإسلامي بأكمله.
تم إعادة تأسيس الصلاة في الأزهر أثناء حكم المماليك بأمر من السلطان بيبرس في 1266، التي كانت قد حرمت في عهد صلاح الدين، وأمر السلطان بيبرس وسلاطين المماليك، بعودة رواتب للطلاب والمعلمين، فضلا عن بداية العمل لإصلاح مسجد الأزهر، الذي أهمل منذ ما يقرب من 100 سنة، وكتب تقي الدين المقريزي تقارير تفيد بأن الأمير أصلح الجدران والسقف، فضلا عن توفير الحصير الجديد، وألقيت الخطبة الأولى منذ عهد الخليفة الفاطمي الحاكم، وقد وقع ذلك في 16 يناير 1266، وقد ألقيت الخطبة على منبر جديد الذي تم الانتهاء منه قبل الخطبة بخمسة أيام.
وأعاد بيبرس خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الأزهر بعد أن توقفت لقرابة 100 عام، وكان قد أغلقه صلاح الدين الأيوبي، حيث كان الجامع عبارة عن مدرسة دينية للمذهب الشيعي، والذي حاول الفاطميون من خلاله نشر التشيع أثناء فترة حكمهم لمصر.
أمر الظاهر بيبرس بإعادة افتتاحه ولكن ليقوم على المذهب السني، حيث عين أربعة قضاة شرعيين، واحدا من كل مذهب من مذاهب السنة الأربعة.
ويقول القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر، كاتب ديوان الإنشاء في عهد الظاهر بيبرس، في كتابه “الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر”: “لما كان يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وستمائة هجريا، أقيمت الجمعة بالجامع الأزهر، واستطلق السلطان (يقصد الظاهر بيبرس) جملة من المال وشرع في عمارته، فعمر الواهي من أركانه وجدرانه، وبيضه و بلطه، وأصلح سقوفه وفرشه، و صار حرما في وسط المدينة واستجد به مقصورة حسنة، وأثر فيه آثارا صالحة يثنيه الله عليها”.