Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

المنهج في نقد الاستشراق


المنهج في نقد الاستشراق[1]

 

التمهيد: نقد الاستشراق:

انطلق مفهوم نقد الاستشراق في بدايات النهضة العربية عندما لاحَظَ المفكِّرون العرب والمسلمون دخول عنصر الاستشراق بقوة في دراسة التراث العربي الإسلامي، فكان الانبهار بهذه الجهود العلمية التي يخدم بها المستشرقون تراثًا غير تراثهم، لا ينتمون إليه، ويكاد الإعجاب من قِبَل المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين يطغى على الإسهامات الأولى في انطلاقة نقد الاستشراق، حتى قيل: إنَّ المستشرقين قد فهموا الإسلام أكثر من فهم أهله له.

 

مع الحركات الإحيائية التي عمَّت العالم، ومنه العالم العربي والإسلامي، جرتْ مُراجعات لإسهامات المستشرقين، وأخذت هذه المراجعات شكل الهجوم، تعميمًا على إسهامات المستشرقين وخدمتها لتيارات؛ مثل الاستعمار، والتنصير، والهيمَنة الغربية على العالم الإسلامي.

 

دخل في النقد التعميمي للاستشراق مفكِّرون وعلماء بعضهم لا يعلم عن الاستشراق إلا ما جاء به من سلبيات، فجرت مُصادرة الإيجابيات التي خدم بها الاستشراق التراث، أو التهوين منها وأنها لا ترقى إلى تلك السلبيات التي جنى فيها المستشرقون على التراث، وجرى نقاش حول نفع المستشرقين وضررهم، وتغليب أحدهما على الآخر.

 

هذه وقفات حول هذا المنهج في نقد الاستشراق، تسعى إلى توخي الموضوعية في عرض نظرات العلماء العرب والمسلمين إلى الاستشراق، بإيجابياته وسلبياته، وجاءت في أربع وقفات، هي مراحل النقد، ومزاحمة المستشرقين، ومقاصد النقد، والعدل في النقد، ويأتي هذا الفصل الأول ممهدًا للفصول الثلاثة التي تليه من حيث بيان المنهج في نقد الفكر الاستشراقي.

 

أدين بالفضل في هذه الوقفات وفي غيرها في التعاطي مع الاستشراق بهذا الأسلوب في الطرح، لأولئك العلماء المتمكِّنين من دراسة الاستشراق، من أصحاب النظرة النقدية الهادئة المعتدلة للاستشراق واتجاهاته.

 

يتبع…..


[1] سلِّم هذا البحث لمجلة “التسامُح”، التي تصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى