معارك المثقفين مع الإخوان.. حاولوا اغتيال العقاد.. وطه حسين وصفهم بالخوارج
ثقافة أول اثنين:
على مدار تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية، كانت الجماعة عدوا مباشرة للثقافة والمثقفين، كما كانت دائما عدوا للبلاد، قبل ثورة 30 يونيو 2013، كان اعتصام المثقفين فى وزارة الثقافة الشرارة الأولى لانطلاق الثورة التى أطاحت بحكمهم، لكن موقف المثقفين كان دائما شديد الوضوح ضد الجماعة، ودائما ما كان رموز الفكر والثقافة المصرية فى الصفوف الأولى المعارضة للجماعة الإرهابية، وفى التقرير التالى نوضح بعض من مواقف كبار رموز مصر الثقافة من الجماعة..
عباس العقاد
كان الأديب الكبير الراحل عباس العقاد من أشد خصوم هذه الفئة لأنه استطاع أن يكشف مخططاتهم ونواياهم نحو الوطن، كما نجح فى إظهارهم على حقيقتهم والتنديد بإرهابهم فتحدث عن كبيرهم حسن البنا، وذكر بعضا من أخطائه فى حق الوطن والعروبة وتتبع سيرته وكشف عن معدنه الذى لا يمت للمصريين بصلة، وأثبت أنه من أصل يهودى فوالده كان يصلح الساعات وهذه المهنة لم يمتهنها سوى اليهود بمصر وأن الفكرة الأخوية هذه هى من بنات الأفكار اليهودية الماسونية، أما أخطاؤه وجماعته بحق الوطن فقد تمثلت فى إثارة الشغب داخل البلاد وتدبير حوادث القتل والاغتيالات للشخصيات العامة والمؤسسات الوطنية، لذا أطلق عليهم “خوان المسلمين”، أما أخطاؤهم فى حق العروبة فيتمثل فى تخليهم وتنحيهم عن الدفاع عن قضية فلسطين ذكر العقاد هذا، وأوضح ما تضمره هذه الفئة من الخيانة للوطن وما تعده من مال وعتاد باسم الدفاع عن فلسطين لاستخدامه فى الاستيلاء على الحكم وإخضاع البلاد لسطوتهم، لدرجة أن أحد جهلاء الجماعة قد أرسل إليه خطابا يقول له فيه “قذفت القاذفة” ويقصد بهذا “أزفت الآزفة” بعدها قامت الجماعة باستئجار اثنين لقتله وبالفعل أطلقوا علية الرصاص من شباك غرفه نومه لكن الرصاصة أخطأته وقام الأهالى بمطاردة المجرمين حتى قبضوا على أحدهما، بينما فر الآخر وهو ما دفع حكومة إبراهيم باشا عبد الهادى إلى تعيين حارس شخصى له.
طه حسين
وفى كتاب “هؤلاء هم الإخوان” الذى صدر بأقلام قامات أدبية، على رأسهم الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، والكاتب الصحفى محمد التابعى، الشاعر والصحفى كامل الشناوى، والكاتب الصحفى على أمين، والكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى، كتب عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، واصفا أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بإنهم “من زمن الخوارج، وقبضة من نيران الحروب التى يشعلها المحتلون فى العالم، يخالفون الطبيعة الوديعة للمصريين، ويعملون على نشر القتل بينهم”.
وعن ظهور الإرهاب الإخوانى كتب طه حسين: “حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذى لم يحرم شيئا كما حرم القتل، ولم يأمر بشىء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم ينه عن شىء كما نهى عن قتل النفس بغير نفس إثما وعدوانا، ولم يرغب فى شىء كما رغب فى العدل والبر والإحسان”.
ويضيف: “واليوم نكتشف فريقا منا كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم فى الوطن ولإخوانهم فى الدين ولإخوانهم فى الحياة، التى يقدسها الدين كما لا يقدس شيئا آخر غيرها من أمور الناس، والخير كل الخير هو أن نطب (أى نستعين بالطب) لهذا الوباء كما نطلب لغيره من الأوبئة التي تجتاح الشعوب بين حين وحين، وقد تعلم الناس كيف يطبون للأوبئة التي تجتاح الأجسام وتدفعها إلى الموت دفعا فمتى يتعلمون الطب لهذا الوباء الذي يجتاح النفوس والعقول فيغريها بالشر ويدفعها إلى نشره وإذاعته ويملأ الأرض فسادا وجورا”.
محمد التابعى
أما الكاتب الصحفى الراحل محمد التابعى، كان نصيبه فى الكتاب 8 مقالات، كشف من خلالها عدة جوانب لعقلية أعضاء الجماعة، وخططهم للسيطرة على حكم مصر، واغتيالاتهم لكوادر الدولة، وعلى رأسها محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فى مقال بعنوان “الضحايا والمساكين”، تحدث “التابعي” عن محاولة اغتيال “عبد الناصر”، وقائع حادث المنشية، 26 أكتوبر 1954، وكيف كانت صدمة المتهم “محمود عبد اللطيف” عندما تهاوت مثله العليا أمام عينيه أثناء المحاكمة، ورأي زعمائه الذين لقنوه مبادئ السمع والطاعة يتخاذلون ويكذبون ويحنثون في إيمانهم للنجاة بأرواحهم.
اعترافات حسن الهضيبي، المرشد العام للجماعة، أو كما يسميه “التابعي”، “المفسد العام”، كانت الأهم وصاحبة الصدمة الأكبر أمام المتهم الذي أطلق 8 رصاصات على “عبد الناصر” طاعة لمرشد الجماعة، بحجة أن “عبد الناصر” باع وطنه بتوقيع اتفاقية “الجلاء” 19 أكتوبر 1954، إذ أدرك كيف خدعوه وضللوه باسم الدين والرسول والجماعة، وفي الأخير تخلوا عنه، عندما اعترفوا أمام العالم أجمع بأن “عبد الناصر” لم يبع وطنه ولم يخن الأمانة، وأن التدبير للاغتيال لا علاقة له بالاتفاقية.
وفي مقال آخر بعنوان “نعم حدث انقلاب”، والانقلاب الذى يتحدث عنه هنا “انقلاب فى الرأى العام” تسرب للشارع بسبب ظهور الجماعة فى ثوب جديد، وكأنها تتطهر من ذنوبها وتطلب نسيان ما سبق وفتح صفحة جديدة.