المستعين بالله خليفة للمسلمين فى سنة 248 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى
ثقافة أول اثنين:
مات الخليفة المنتصر ولم يكمل الشهور الستة فى الحكم، وتولى من بعده ابنه المستعين بالله، وذلك فى سنة 248 هجرية، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير، تحت عنوان “خلافة المستعين بالله”:
وهو أبو العباس، أحمد بن محمد المعتصم.
بويع له بالخلافة يوم مات المنتصر، بايعه عموم الناس، ثم خرجت عليه شرذمة من الأتراك يقولون: يا معتز يا منصور.
فالتف عليهم خلق، وقام بنصر المستعين جمهور الجيش، فاقتتلوا قتالا شديدا أياما، فقتل منهم خلق من الفريقين، وانتهبت أماكن كثيرة من بغداد، وجرت فتن منتشرة كثيرة جدا، ثم استقر الأمر للمستعين، فعزل وولي وقطع ووصل، وأمر ونهى أياما ومدة غير طويلة.
وفيها مات بغا الكبير، في جمادى الآخرة منها، فولي الخليفة مكانه ولده موسى بن بغا.
وقد كانت له همم عالية، وآثار سامية، وغزوات في المشارق والمغارب متوالية، وكان له من المتاع والضياع ما قيمته عشرة آلاف ألف دينار.
وترك عشر حبات جوهر قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار، وثلاث حبات سلا ذهبا وورق.
وفيها عدا أهل حمص على عاملهم، فأخرجوه من بين أظهرهم، فأخذ منهم المستعين مائة رجل من سراتهم، وأمر بهدم سورهم.
وفيها حج بالناس محمد بن سليمان الزينبي.
وفيها توفي من الأعيان
أحمد بن صالح.
والحسين بن علي الكرابيسي.
وعبد الجبار بن العلاء.
وعبد الملك بن شعيب.
وعيسى بن حماد.
ومحمد بن حميد الرازي.
ومحمد بن زنبور.
ومحمد بن العلاء أبو كريب.
ومحمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي.
وأبو حاتم السجستاني.
واسمه سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي أبو حاتم النحوي اللغوي، صاحب المصنفات الكثيرة، وكان بارعا في اللغة.
اشتغل فيها على أبي عبيد والأصمعي، وأكثر الرواية عن أبي زيد الأنصاري.
وأخذ عنه المبرد وابن دريد وغيرهما.
وكان صالحا، كثير الصدقة والتلاوة، كان يتصدق كل يوم بدينار، ويقرأ في كل أسبوع بختمة، وله شعر كثير، منه قوله:
أبرزوا وجهه الجميل ** ولاموا من افتتن
لو أرادوا صيانتي ** ستروا وجهه الحسن
كانت وفاته في المحرم، وقيل في رجب من هذه السنة.