جوخة الحارثى.. رحلة السعى من الأدب العمانى إلى العالمية لا تزال مستمرة
ثقافة أول اثنين:
إن المتابع لمسيرة العديد من الأدباء فى الأوساط العربية والأجنبية، ربما يجد بين حين وآخر، أن البعض من الكتاب أو الكاتبات لا يكملن مسيرتهن نحو المزيد من العالمية بعد الحصول على جائزة كبيرة بحجم جائزة البوكر العالمية.
لكن المتابع لمسيرة جوخة الحارثى يدرك جيدا أنها كاتبة لا تتعامل مع مسيرتها الأدبية بمبدأ الهواة، بل تصنع لنفسها خطا تصاعديا يبدأ من منصة تتويج جائزة البوكر، هذا الصعود فسرته جوخه الحارثى من قبل حينما قالت فى إحدى الحوارات الصحفية مع وسائل الإعلام الأجنبية، أن عدم الاهتمام بأعمالها الأدبية، علمها الصبر، وأن تعامل الصحافة معها ربما لم يكن متوافقا مع ما توقعته، وهو بحسب ما قالت: “لقد رأيت عناوين صادمة عني ما يجعلني أتراجع عن إجراء الحوارات”.
ولأن فوز رواية “سيدات القمر” بالبوكر في نسختها الإنجليزية، وضع “جوخة” على أولى خطوات الجوائز العالمية وأبرزها نوبل في الأدب، حيث تُرجمت الرواية إلى أكثر من عشرين لغة، ودخلت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والهند، كما حصدت جائزة “الأدب العربي” المترجم إلى الفرنسية أو المكتوب بها، في فرنسا، التى منحتها مؤسسة لا غاردير مع معهد العالم العربي في باريس، لا تزال تواصل مسيرتها الأدبية.
ولأن جوخه الحارثى تعلمت خلال مسيرتها معنى الصبر، وعدم الاهتمام بما يقال عنها، بقدر اهتمامها بما تقدمه من أعمال تتحدث عنها، استطاعت أن تصل بروايتها “نارنجة” فى نسختها الإنجليزية Bitter Orange Tree إلى أقدم الجوائز الأدبية فى المملكة المتحدة، وهى جائزة جيمس تيت بلاك، التي تنظمها جامعة إدنبرة منذ عام 1919.