مقالات أول اثنين

كيفية بناء الثقة بالنفس التي تحتاجُ إليها للنجاح في الحياة


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “داريوس فوروكس” (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن طرائق بناء الثقة بالنفس وأهميتها إلى جانب الكفاءة في تحقيق الإنجازات والأهداف.

من غير الهام إن كنتَ ترغب في الحصول على المال أو الشهرة أو السفر أو أيِّ شيء كان؛ لأنَّ الأمر يتعلق بمقدار ثقتك بنفسك، ويمكن التحقُّق من ذلك بإجابتك عن السؤالَين الآتيين:

  • هل لديك من الثقة ما يكفي لتتركَ كلَّ الأمور غير الهامة وتسعى إلى تحقيق أحلامك؟
  • هل أنتَ واثقٌ بما فيه الكفاية كي تتخلَّى عن كلِّ الكلام الفارغ وتبقى واقعياً وعملياً؟

إذاً، الثقة بالنفس هامة للغاية إن كنتَ تريد النجاح في حياتك؛ ومن ثَمَّ فإنَّ انعدام ثقتك بنفسك سيعوقك دائماً خلال مسيرتك في الحياة مهما كان الهدف الذي تسعى إليه، كما تُظهِر الأبحاثُ حتَّى أنَّه مرتبطٌ بالاكتئاب، والوحدة والشعور بالإهمال، وانخفاض التحصيل الأكاديمي، وانخفاض مستوى الرضى عن الحياة.

لقد أجريتُ أبحاثاً عن الثقة بالذات لمدَّة سنوات، وكانت النظريةُ الأكثر عمليةً ومنطقيةً التي وجدتُها هي ما تُسمَّى الثقة عبر الكفاءة؛ إذ نشرَت الدكتورة “برنيس ميلبورن مور” (Bernice Milburn Moore) في عام 1952 مقالاً بعنوان “الثقة بالنفس من أجل الكفاءة” (Self-Confidence For Competence) في مجلة “إيدجوكيشنال ليدرشيب” (Educational Leadership)، وناقشَت فيه الثقة بالنفس للمعلِّمين؛ لكنَّني وجدتُه مفيداً في جميع مجالات الحياة؛ فإن بحثتَ عن تعريف الثقة بالنفس، ستحصل دائماً على الوصف نفسه تقريباً.

لقد وصفتها الدكتورة “مور” على أنَّها ثقةٌ في الذات وإيمان بقدرة الفرد على مواجهة جميع المواقف التي قد تحدث له، والأكثر أهميةً هو قولُها: “تُعَدُّ الثقة بالنفس دون كفاءة قليلةَ النفع تماماً كما هو حال الكفاءة دون ثقةٍ بالنفس”؛ مما يعني أنَّ ارتياد كلية الأعمال في الجامعة يمنحك كفاءةً؛ لكنَّ استخدام كفاءتك التجارية لإدارة شركةٍ هو ثقةٌ بالنفس إضافة إلى الكفاءة.

لن تستطيع الانتفاعَ من أيٍّ منهما إلَّا عندما تمتلكهما مجتمعتَين، فامتلاكُ ثقةٍ في نفسك دون أي مؤهِّلاتٍ أو كفاءة هو أمرٌ معدوم النفع أيضاً؛ فالكلام والتحدُّث ليس استراتيجيةً مُستدامة، ولا يمكن الاعتماد عليه طويلاً، فعلى الرَّغم من حاجتك إلى الكلام والافتخار بنفسك، إلَّا أنَّك بحاجةٍ أيضاً إلى تطوير المهارات التي تدعم كلامك.

بناء الثقة بالنفس:

يمكنك أن تصبح أكثرَ ثقةً بنفسك من خلال تطوير أدائك فيما تفعلُه، وهو أمرٌ تدعمه الأبحاث وتؤكده؛ ومن ثَمَّ يمكننا استثمار المعلومة السابقة عن طريق عملية سهلةٍ للغاية؛ لكنَّ استكمال خطواتها يتطلَّب مجهوداً كبيراً وعملاً شاقاً أيضاً، وتتجلى خطواتُها بما يأتي:

  1. تحسين كفاءاتك ومؤهِّلاتك وتطويرها.
  2. وضعُها قيدَ التنفيذ.
  3. ترقُّب النتائج ورؤيتُها.
  4. زيادة الثقة بالنفس.
  5. تكرار الخطوات السابقة.

تلك هي العملية بكل بساطةٍ.

شاهد بالفديو: كيف تحقق النجاح في حياتك الشخصية والعملية؟

https://www.youtube.com/watch?v=LPIWtVgmVLE 

ما يجبُ فعلُه في حال عدم رؤية النتائج أو عدم توفُّر الوقت للتدرُّب وتطبيق ما سبق:

إن كنتَ تريد اختلاق الأعذار وإيجاد المبرِّرات لنفسك، فلا بأس بذلك لأنَّها حياتك الخاصة ولكَ أن تفعل بها ما تشاء؛ لكنَّ هذه الطريقة لبناء الثقة بالنفس مرتكزةٌ على خطواتٍ فعلية وواقعية وليس على أمور غير ملموسة مثل العبارات التشجيعية؛ إذ لا تظهرُ الثقةُ على نحوٍ سحري من تلقاء نفسِها دون عملٍ واجتهاد.

إذ يمكنك أن تقول لنفسك يومياً بأنَّك واثقٌ بذاتك ومحظوظ لكونك على قيد الحياة أو أياً كان ما تريد أن تقنع نفسَك به؛ لكنَّك لن تؤمنَ بنفسك بصدقٍ إن كنت تفتقر للمهارات التي تساعدك على تسيير أعمالك وتحقيق الإنجازات، وتلك هي المشكلةُ الكُبرى التي أعانيها مع معظم كُتاب نظريات المساعدة الذاتية.

العبارات التشجيعية والتفكير الإيجابي وتحديد الأهداف جميعُها أمورٌ عظيمة؛ لكنَّها لا تساوي شيئاً دون تنفيذ أو عمل؛ إذ لا يمكنك أن تتوقع بناء ثقةٍ بنفسك في الوقت الذي لا تفعل فيه شيئاً إطلاقاً ولا تحقق أيَّ إنجازات، وكما يقول كاتب المقالات الاسكتلندي “توماس كارلايل” (Thomas Carlyle): “لا شيءَ يبني الثقة بالنفس وتقديرَ الذات كالإنجازات”.

الكفاءات التي ينبغي تحسينها:

تعتمد الكفاءات التي ينبغي لك تحسينها على الأهداف التي تسعى إليها في حياتك، لكن توجد بعضُ المهارات التي أظنُّ أنَّنا جميعاً يمكننا الاستفادة منها وهي:

1. الذكاء العاطفي:

تُظهِر الأبحاث أنَّ البشر كائناتٌ اجتماعيةٌ فطرياً؛ إذ نفنى دون تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع مَن حولنا؛ لذا إن كنتَ ترغب في تطوير علاقات ناجحة، فأنتَ بحاجةٍ إلى الذكاء العاطفي الذي يتمثَّل بتفهُّم مشاعر الآخرين وعواطفهم وكيفية التجاوب معها، وهو أمرٌ يمكنك تعلُّمه.

2. الإدراك الذاتي:

يمكنك التدرُّب على الإدراك الذاتي من خلال فحص الذات والتفكُّر فيها باستمرار، وهُنا أنصحك بتدوين أفكارك، ومحاولة فهم السبب الذي يجعلك تفعل ما تفعلُه، ومعرفة ما الذي يمكنك تحسينُه وفعلُه بطريقة أفضل، وما الذي تفعله جيداً؛ أي تعرَّفْ إلى نفسك.

3. حل المشكلات:

يعود تاريخ نظامنا المدرسي الحالي إلى الثورة الصناعية، فنحن مُدرَّبون على أن نكون أشخاصاً ثانويين ننفذ كلَّ الأعمال الهامة والأساسية دون أن نتلقى مقابلاً لذلك، بينما لم نُدرَّب على حل المشكلات في المواقف المُعقَّدة؛ بل نفعل ما يُملى علينا بدلاً من ذلك؛ لكنَّ العالم قد تغيَّر اليوم؛ إذ سينجح الشخص الأفضل والأكثر مهارةً في حل المشكلات في ظلِّ الوضع الراهن.

فلا تخدعْ نفسَك بالظنِّ بأنَّ حياتك ستتحسن وتصبح أفضل إذا كنت ترغب في ذلك؛ فحين تبذل مجهوداً وتعمل بجدٍّ وتبدأ برؤية نتائج ذلك مثل حصولك على جسمٍ أقوى أو اكتساب مزيد من الطاقة أو المال أو أيِّ أمرٍ تسعى إليه، ستبدأ عندَها بالإيمان بقدرتك على تحقيق الإنجازات.

في الختام:

اخرُجْ إلى مُعترَك الحياة وحقِّق الإنجازات، وحسِّن من أدائك وطوِّرْ طريقة عملك، وانظُرْ إلى النتائج التي حققتَها، ومن ثمَّ كرِّرْ تلك العملية وطوِّر ثقتَك بنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى