ماذا قال القراء عن رواية “تغريبة القافر” الفائزة بجائزة البوكر 2023؟
ثقافة أول اثنين:
وفى هذا السياق، نرصد معا، أبرز آراء القراء المصريون والعرب على منصات القراءة والتواصل الاجتماعى، حول رواية “تغريبة القافر”.
الكاتب والقارئ إبراهيم عادل، قال عن رواية “تغريبة القافر” فى مقال له: عالم ثري ولاشك يختار منه القاسمي هذه المرة رحلة القافر في مجاهل الصحراء للبحث عن قطرات الماء المخبوءة بين الصخور، تلك الرحلة التي لم تبدأ عند الولد سالم القافر بطل الرواية، وإنما بدأت قبل ولادته مع أمه مريم التي سماها الناس “الغريقة” بذلك المشهد الأخاذ الذي يفتتح به هذا العالم ويجذب انتباه القارئ إلى وجود “غريقة” وكيف يتجمع أهل البلدة للتعرف على هوية تلك المرأة، وكيف تتناسل الحكايات لنتعرف من خلال هؤلاء البسطاء على عالم القرية ومن فيها، وكيف تقوم العلاقات بينهم وكيف تتكون.
وقال القارئ محمد خالد شريف: رواية “تغريبة القافر” للكاتب العُماني “زهران القاسمي” واحدة من أجمل ما قرأت في الأدب العربي والخليجي، رواية تخلط الخيال بالواقع، تُقدم قضايا عديدة، تطرح تساؤلات، تُجيب على بعضها وتترك الباقي لك، رواية عن الوطن، وما يُقدمه لنا، وماهية الوطن، وهل سيقبلنا الوطن حتى لو كُنا مختلفين، أم سيلفظنا خارجه، سيسخر منا قاطنيه، لاختلافنا، مهما قدمنا له من مُساهمات، رواية قد تكون شديدة الرمزية، وفي نفس الوقت قد تكون شديدة الواقعية رغم السحر والخيال في بعض الأحداث، ولكن ما حدث في قرية “المسفاة” قد يكون رمزية ودلالة على ما يحدث في أي قرية أخرى لو نظرنا من نطاق ضيق، أو أي وطن لو نظرنا من نطاق أوسع.
وقال القارئ محمد أسامة: لقد برعت الرواية فى وصفها لحال أهل عُمان من جوانب هامة، سواء في عرض الظروف الاجتماعية في عرض مباهجهم الخاصة في عصور الرخاء وأحزانهم في أيام الجدب أو عرض الثقافات والاعتقادات، من اعتقادهم بسطوة القوى الخفية – في مشاهد عدة منها غيبة سالم أو بناء الأفلاج أو حتى في غضبة بسيطة كغضب الشايب بو سليمان – إلى جلسات التسامر وشخصية الملسونة”، وأيضا برعت في اختيار المكان بابتعاده عن العاصمة وانغلاقه على نفسه، كما تخففت من عرضها للأحداث السياسية إلا من تلميحات نادرة.
وقال محمد الرزار: القافر هو الشخص القادر على تقفي الأثر وتتبعه، وبخاصة أثر الإنسان والحيوان. وفي هذه الرواية محكمة البناء، يستحضر زهران القاسمي أصداء أساطير الجن والعوالم السّفلى في حياكتة لقصة سلامة، القافر الذي يصغي لخرير الماء في قلب الأرض وداخل جلاميد الصخر الصلد، والذي يصير مهووساً بهذا الصوت الهيولي الذي أضحى أقنوماً لوجوده وعنواناً لعلاقته مع الناس.