أمل دنقل فى ذكرى رحيله.. أسرار شخصية الجنوبى
ثقافة أول اثنين:
وقد تزوّجت عبله الروينى أمل دنقل عام 1979 وعاشت معه حتى وفاته عام 1983، وكتبت عن دنقل كتابها الأهم “الجنوبي” الذي يحكي سيرة الشاعر الراحل والذى يعد من أهم ما كُتب عن أمل دنقل.
واليوم فى ذكرى رحيل أمل دنقل الذى توفى عن عمر يناهز 43 عاما نتذكر كلمات عبلة الروينى التى قالت فى كتابها الجنوبى عن شاعر الرفض: فى صباه الباكر كان شديد التدين لا يترك فرضا يلقى خطب الجمعة فى المساجد ويحمل عهدا وطريقا على منهاج الشيخ إبراهيم الدسوقى.
ثم ترك النشاط الدينى فى شبابه معجبا بالماركسية والوجودية لكن القلق الميتافيزيقى ظل يحمله فى داخله دائما رافضا يقينية الشرائع والأفكار باحثا دوما عن الحقيقة والاطمئنان الكامل.
وتقول عن طبعه: انفعالى حاد يتشاجر فى لحظات الغضب الأكبر بالأيدى والكراسي والسباب يهوى المشاحنات الكلامية والمداعبات الحادة فى جرأة مستفزة وهو فى ذات الوقت عقلاني يحسب دائما ردود أفعاله تجاه الأشياء.
يخاصم أصدقاءه إذا دخل عليهم فلم يتهللوا واقفين فى فرحة بلقائه، يقتحم الآخرين اقتحاما ويبادرهم بالسؤال المباغت فى أشد خصوصياتهم.
استعراضى يبحث عن لفت الأنظار إليه دائما يهوى الملابس الغريبة والألوان الخاصة والقداحات اللافتة يقف أمام المرآة زمنا طويلا عندما يرتدى ملابسه ويذهب إلى مواعيده متأخرا.
بسط لى يديه يوما وقال: قال لى صديق مقابر إن أصابعك الطويلة أصابع مقامر محترف لكنى لا أحب المقامرة”.
لم يحب أمل المقامرة فالعقل دائم الصحوة مزهو بحسابات الغد المحكومة بدقة والتى لا تستطيع قبول هزيمة الغد على الإطلاق، أو حتى الرهان عليها.
لا يجب أمل الحلول الوسط، ولا ينتمى للمناطق الرمادية، يمقت الحلول الوسط ويحتقر الانفعالات الوسط.