اخبار وثقافة

معرض القاهرة الدولى للكتاب.. تاريخ عريق ورؤية ثقافية ممتدة

ثقافة أول اثنين:


بدأت حكاية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى عام 1969، ليصبح على مدار 56 دورة، واحدا من أبرز الأحداث الثقافية فى العالم العربى وأفريقيا، بل ويصنف كثانى أكبر معارض الكتاب الدولية بعد معرض فرانكفورت الدولي.


يعود الفضل في انطلاق هذا الحدث الثقافي الكبير إلى ثروت عكاشة، وزير الثقافة آنذاك، الذي اختار الاحتفال بالعيد الألفي لمدينة القاهرة عبر تدشين معرض يعبر عن هوية مصر الثقافية، وكلّف الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على تنظيم الدورة الأولى للمعرض، الذي استقطب في دورته الأولى مشاركة 27 دولة وأكثر من 400 دار نشر، مع حضور تجاوز سبعين ألف زائر، واستمر لمدة عشرة أيام.


البدايات الأولى لفكرة المعرض


رغم انطلاق المعرض رسميًا في عام 1969، إلا أن جذور الفكرة تعود إلى تجارب سابقة، ففي ديسمبر 1960، أقامت منطقة الفيوم التعليمية معرضًا محليًا للكتاب بعنوان “أسبوع الكتاب العربي”، بمشاركة عدد من دور النشر البارزة مثل دار المعارف ودار نهضة مصر، حقق هذا المعرض نجاحًا ملحوظًا رغم تكلفته البسيطة التي بلغت 150 جنيهًا فقط.


هذا النجاح دفع وزارة الثقافة لتوسيع الفكرة، وفي أكتوبر 1963 تم تنظيم معرض آخر تحت عنوان “أسبوع الكتاب العربي الأول”، وشارك فيه 48 ناشرًا وهيئة علمية و13 ناشرًا عربيًا من دول مثل لبنان والعراق واليمن. تميز المعرض ببرنامج يومي من الندوات الأدبية، ومعرض عن تطور الطباعة، ليكون هذا الحدث بمثابة النواة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.


الرؤية الدولية للمعرض


وفقًا لمذكرات ثروت عكاشة “مذكراتي في السياسة والثقافة”، فإن فكرة إنشاء معرض دولي للكتاب جاءت بناءً على اقتراح من الفنان عبد السلام الشريف، واستلهم عكاشة رؤيته من معارض دولية مثل معرض الكتاب في ليبزج بألمانيا، وأرسل مندوب الوزارة إسلام شلبي للتنسيق مع الجهات الدولية بهدف تنظيم معرض مشابه على المستوى العربي والدولي.


تطورات المعرض وتخصصاته


بمرور الوقت، تطور المعرض ليشمل معارض متخصصة مثل معرض القاهرة الدولي لكتب الأطفال، الذي انطلق في عام 1984 وكان يقام في شهر نوفمبر من كل عام، قبل أن يتوقف لاحقًا، ثم يعوض كجزء من معرض القاهرة الدولى للكتاب، ليصبح معرض الكتاب رمزًا ثقافيًا يمتد تأثيره خارج حدود مصر، جامعًا بين الماضي العريق والابتكار الحديث، ليظل منصة تعزز دور الكتاب في نشر المعرفة والحفاظ على الهوية الثقافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى