المكسيكية فرانسيسكا مينديز تكشف تفاصل كتابها “لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟”
ثقافة أول اثنين:
وعن اختيار عنوان الكتاب قالت الكاتبة فرانسيسكا مينديز: لماذا لا يريد فرنادو أن يكبر؟ هذا السؤال الذى اخترته ليكون عنوانًا للكتاب، كان سؤالا سألتنى إياه ابنتى، عندما كانت في الثالثة من عمرها وكان “فرناندو” في الثانية، كان سؤالا ما زال يفاجئنى حتى يومنا هذا كيف لاحظت فتاة تبلغ من العمر ثلاثة سنوات أن شقيقها لا يريد أن يكبر أو بالأحرى لا يمكنه أن يكبر مثلها، وما هي الخلفية التي استندت إليها عندما فكرت، وقادتها تفكيرها إلى طرح مثل هذا السؤال؟، ومن هنا جاء عنوان كتابى.
كان لابد أن أطرح على الكاتبة سؤال يطرح نفسه وهو لماذا فكرتى في كتابة ومشاركة هذه القصص؟، فأوضحت أن طيف التوحد هو تشخيص يتم اكتشافه عادة في عمر سنتين أو ثلاث سنوات، لا يوجد أب أو أم على استعداد لتلقى مثل هذا الخبر، ولكن بعد تخطى الصدمة لابد للأهل أن يقوموا بالتصرف، في حالتى أنا، كنت أعلم أننى أريد أن أفعل شيئا، إضافة إلى مسئوليتى كأم، أردت فتح طرق جديدة للتواصل، تكون بمرتبة دعم للعائلات التي تواجه هذا النوع من التحدى، بدءًا من التشخيص.
وحول الهدف الأساسى من كتابها “لما لا يريد فرناندو أن يكبر؟” الصادر عن مجموعة كلمات، تابعت فرانسيسكا مينديز، إن أهم شيء من الكتاب هو أن تنشر الوعى بمرض التوحد، والأهم أن العائلات يفهموا هذا المرض وكيف يتعاملوا معه، وهذا هو السبب الأساس الذى جعلنى اكتب هذا الكتاب “لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟”.
وعن السبب الذى جعلها تفكر في دخول ابنها المصاب بالتوحد إلى عالم الرياضة من بوابة لعبة السباحة، أوضحت فرانسيسكا مينديز، أن المصابين بمرض التوحد دائما ما يكون لديهم مشكلة بالأعصاب فإن ابنى يحب السباحة ومنظر البحر أو المياه تهدى من أعصابه، ولهذا أقدمت على تعليم ابنى السباحة من تلقاء نفسى دون أن يحدثنى أو يعرفنى أحد بذلك، وهو أحساس بأن ابنى يحب هذا الأمر فقدمت له الدعم والوقوف بجانبه حتى يستمر بالرياضة أو اللعبة التي يحبها “السباحة”.
وخلال أحداث الكتاب سرد الكاتبة لحظة فقدان ابنها خلال إقامة إحدى البطولات الرياضية، وعن شعور الفقد حدثتنا الكتابة قائلة: كانت تلك اللحظة أسوء لحظة بحياتى عندما ضيعت ابنى، إذ شعرت بالمسئولية بعدم انتباهى عليه، وعندما رأيت البحر وقتها تخيلت كل شيء سيء، إلى أن مر الوقت وعثرت عليه مرة أخرى وجاء هو ليصالحنى.
كما قالت فرانسيسكا ميديز، إن حياتى مع ابنى المصاب بالتوحد هو من علمنى، وأول الدروس التي تعلمتها أن الإنسان لا يجب أن يستسلم ولا مرة في حياته، وولا حتى يقبل بكلمة “لا” تحت أي ظرف من اللازم أن يظل الإنسان مستمر دون يأس.
وخلال أحدث الكتاب ذكرت فرانسيسكا موقف في غاية الغرابة ولكنه يعلم الكثيبر من الدروس المستفادة، فعن الموقف الذى جاء بالكتاب تحكى فرانسيسكا قائلة: إنه خلال بطولة الألعاب الرياضية الإقليمية في توريالبا، كوستاريكا، حيث سيتم تصنيف وانتخاب الرياضيين الذى سيذهبون إلى شنجهاى، والأطفال في أماكنهم بحمام السباحة جاهزين، إذ كان هناك ثمانية متسابقين نهائيين في سباق الزحف “السباحة الحرة” مسافة 50 مترًا في فئة الأطفال من سن 8 إلى 12 عاماًا، كان “فر” في مقدمة المنافسة وكانت لديه فرصة عظيمة للفوز.
فجأة قرر “فر” التوقف وانتظار رفاقه، بينما صرخت إينس مندهشة: “فييير!هيا!!! أسرع أنت على وشك الوصول، توقف السباحون الصغار العظماء جميعهم في النقطة نفسها التي توقف فيها فرناندو، ولم يعرف الحكام والجمهور وفريق أخى ما العمل.
كيف السبيل لجعلهم يفهمون أن هذه منافسة؟ وأن على أحدهم أن يلمس الجانب الآخر من حافة المسبح ليفوز، ومثل مشهد سينمائى توقف كل شيء مدة دقيقة، نظر كل منا الآخر، من دون أن نعرف ماذا نفعل فجأة، قرر “فر” أن الوقت قد حان لمواصلة المنافسة واستمر في السباحة بأسلوبه الفريد جدًا في الزحف الأمامى “السباحة الحرة”.
وقبل وصوله إلى الحافة ولمسها، وفى اوج المنافسة وأكثرها توتورًا، توقف “فر” مرة أخرى! لينتظر شريكه الأقرب حتى يصل إلى جانبه وبعده انتظر شريكه بدوره طفلا آخر، حتى انتظر الجميع بعضهم بعضًا ليصلوا إلى النقطة التي توقف فر عندها، ثم مرة أخرى توقف “فر” نظر السباحون إلى رفاقهم كم يحاول الاتفاق على فعل أمر ما بتعاون كبير.
قرر السباحون أن “فر” هو أول من وصل، وببساطة، لمس فر الحافة وبعدها قام المتنافسون الآخرون بالشئ نفسه، ليفوز بالميدالية الذهبية في يسباق 50 مترًا.
وعن هذا الموقف تحدثت فرنسيسكا قائلة: مريض التوحد لا يبحث عن الفوز، بل هو يبحث عن المشاركة والتعاون حتى في البطولات العالمية هناك عبارة توجه إلى ما لديه إعاقة “أن أكون شجاع لأشارك وليس للفوز فقط”.
وحول ما إذا تنوى كتابة جزء آخر من هذا الكتاب، أضافت فرنسيسكا، عندما كتبت هذا الكتاب كنت أنوى عدم كتابه جزء آخر له، ولكن في الوقت الحالي أفكر في الجزء الثانى بنفس العنوان ولكن تختلف أجواء كتابته.
وعن مشوارها مع ابنها اختتمت فرنسيسكا إلى أنها هي وزوجها وابنتها بذلوا مجهود كبير وحتى ابنها نفسه بذل مجهودا كبيرا للعمل على نفسه في أن يصبح جزء من هذا العالم وهو حاليا يعمل في فندق، وعزمنا أن يعمل مع ناس طبيعية حتى يتعلم الناس كيف يكون التعامل مع هذا المرض.