نزول النقطة.. كيف رأى جمال الغيطانى مسارات الهوية المصرية عبر التاريخ؟
ثقافة أول اثنين:
يضع الحوار الوطنى هوية مصر ضمن المحاور الأساسية ومن الكتب التى ركزت على الهوية المصرية والروح المصرية كتاب جمال الغيطاني نزول النقطة.
وقد أكد الكاتب الراحل جمال الغيطاني فى كتابه نزول النقطة أن الاستمرارية والتغير عاملان أساسيان فى الثقافة المصرية منذ قديم الزمن وحتى وقتنا الحاضر لافتا إلى أنهما قادا عربة الحضارة المصرية.
هذان العاملان يبدوان ولأول وهلة متناقضين لكنهما فى جوهرهما على قدر كبير من التمازج والتناغم داخل الكيان المصرى الأصيل ، فكيف نجحت الثقافة المصرية والوجدان المصرى فى الخروج على مدى هذه الأزمنة الطويلة واختلاف العصور والرؤى والديانات على مدار التاريخ أن تفرز فى النهاية كياناً تغير كثيراً وكثيراً على مدار الأزمنة لكنه فى الوقت ذاته استمر يحمل كل جذوره ومعتقداته القديمة منذ أيام الفراعنة حتى العصر المسيحى والاسلامى بكل ما فى هذه العصور من اختلافات داخلية .
ويتتبع جمال الغيطاني فى كتابه مسار المعتقدات والثقافات والديانات على أرض مصر منذ عهد الفراعنة حتى وقتنا الحاضر مستشهداً بكل ما رآه وتأمله خلال حياته التى جمع فيها مشاهد متعددة ربطها معاً وخرج لنا بهذا الكتاب لمعرفة مكنونات الإنسان المصرى.
يتحدث جمال الغيطاني عن التجليات المختلفة لهذه الثقافة عبر العصور، وكيف أن عناصر من اللغة القديمة بقيت ثابتة في اللهجة الحالية، وكيف أن كثير من عادات الحياة اليومية وإعداد الطعام والمعتقدات الشعبية الحالية لا تختلف كثيرا عن مثيلتها في مصر القديمة، وكيف أن عناصر من الديانة المصرية القديمة دخلت في الممارسات والمعتقدات الدينية التي اعتنقها المصريون بعد ذلك.
يقول جمال الغيطاني فى كتاب نزول النقطة عن المظاهر المرتبطة بالهوية المصرية: “القلق المشروع على تلك الثقافة الدفينة السارية هو ما دفعني إلى محاولة رصد المظاهر التي نمارسها يوميا ولا يعرف الكثيرين أنها من صميم وجودهم”، وقد بدأ المؤلف كتابه بقوله: “دائما أحاول رؤية الأشياء بعيني الإنسان في زمن لم أعرفه، لم أسع فيه، لكن، عند أي زمن أتوقف؟
“ويضم الكتاب مجموعة من المعلومات المرتبطة بالتاريخ والحضارة المصرية فيقول عن المصرى القديم تحوت: “تحوت أول مهندس ومبتكر للطب وأول من تفلسف والذي يعرفه اليونانيون بهرمس الحكيم” وهو سر تسمية الطبيب في العامية المصرية ب”الحكيم”.