جمال الغيطانى فى ذكرى ميلاده.. النساج
ثقافة أول اثنين:
تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب الكبير جمال الغيطانى، مواليد 9 مايو 1945، والذى رحل فى 18 أكتوبر 2015، وعادة يرتبط اسم جمال الغيطاني عندى بـ “النسَّاج”.
وأصل هذا الارتباط يمكن أن نجد له ظلالا فى حياة جمال الغيطانى، فهو خريج مدرسة صناعية للنسيج، كما أنه عمل فى أحد مصانع النسيج بخان الخليلى، حسبما تقول سيرته.
ومن جانب آخر فإن كتابته أيضا لها علاقة بالنسيج، فجمال الغيطانى الذى يعد أحد أقرب الشخصيات من الأديب الكبير نجيب محفوظ لم يقلده أو يتأثر به، بل سلك سبيله الخاص، إذ اقترب من التراث لكنه لم ينقل منه، بل تأُثر بروحه، وروح التراث قائمة على النسج من حيث الجمل ومن حيث دلالاتها اللغوية والشعورية أيضا، ويكن الإطلاع على جميع كتب وإبداعات الغيطاني لن نعدم هذه الملحوظة.
أنا لم أقترب من جمال الغيطاني بشكل شخصى، لكن قرأت واستمعت للكثيرين الذين تحدثوا عن شخصه وطريقة تعامله وألمح فى كل ما قالوا، كيف أن جمال الغيطانى يربط الأشياء ببعضا مثل “عقدة” النسيج، فإذا بها فى النهاية ذات شكل جميل وقوي فى الوقت نفسه، هكذا كان فى شخصه وفى عمله وفى كتاباته.
ولد جمال الغيطانى بمحافظة سوهاج، وتخرج فى مدرسة العباسية الثانوية الفنية التى درس بها فن تصميم السجاد الشرقى وصباغة الألوان، وتخرج عام 1962، واستبدل الغيطانى عمله فى عام 1969 ليصبح مراسلا حربيا فى جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفى عام 1974 انتقل للعمل فى قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما فى 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبى بأخبار اليوم، قام الغيطانى بتأسيس جريدة أخبار الأدب فى عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير.
حاز “الغيطانى” على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها “جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، جائزة سلطان بن على العويس، عام 1997، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسى من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليو لأفضل عمل أدبى مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان فى 19 نوفمبر 2005، بالإضافة لجائزة الدولة التقديرية (مصر) عام 2007 والتى رشحته لها جامعة سوهاج، وتشرفت الجائزة بقيمة الكاتب الكبير، كما حصل على جائزة النيل عام 2014.
لجمال الغيطانى العديد من الأعمال الروائية منها أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزويل، حراس البوابة الشرقية، متون الأهرام، سفر البنيان، خلسات الكرى، الزينى بركات التى تحولت لعمل درامى، الرفاعى، رشحات الحمراء، المجالس المحفوظية، أيام الحصر، مقاربة الأبد، خطط الغيطانى، وقائع حارة الطبلاوى، هاتف المغيب، توفيق الحكيم يتذكر، نجيب محفوظ يتذكر، أسفار المشتاق، وغيرهم الكثير”.