من الأمثال للقصص.. ما أهمية الموروث الشعبى في تعزيز الهوية لدى الأطفال؟
ثقافة أول اثنين:
عائشة علي الغيص
وأوضحت الكاتبة عائشة الغيص، أنها تراعي خصوصية الطفل كمتلق للحكايات والقصص التي تؤلفها بالاعتماد على الموروث الشعبي، ولخصت تجربتها في استخدام التراث بثلاث محاور: انتقاء الحكايات الشعبية التي تحمل عناصر الغرائبية وإعادة صياغتها بأساليب تخاطب الأجيال، واختيار شخصيات تاريخية مثيرة للاهتمام وسرد حكاياتهم بلغة تلائم الطفل، وتوظيف الأمثال الشعبية في سرد قصصي يشرح القيم الأخلاقية التي تنطوي عليها.
ونصحت عائشة الكاتب بأن يكون ماهراً في تقديم قصص التراث، بحيث يكون الأساس فيها تنمية شخصية الطفل. قائلة: على الكاتب أن يقرأ قصته بعد كتابتها بعين الناقد، وأن يسعى لتطوير أسلوبه مع مرور الزمن، فالأطفال يشهدون تطوراً متسارعاً تبعاً لتسارع التقنيات الحديثة.
فداء الزمر
ومن جانبها أكدت الكاتبة فداء الزمر، على أهمية الموروث الشعبي في تعزيز الهوية لدى الأطفال، لافتة إلى أن الهوية تمنح الطفل شعوراً بالأمان والقيمة، وترسخ في نفسه أفكاراً وسلوكيات تنبع من تاريخه وثقافته، ومشيرة إلى أن اللغة الأم من أهم الوسائل في نقل الموروث الشعبي، ولكن التطور التقني قد أثر سلباً على هوية الأطفال، ولذلك يجب أن ندعم الكتاب والمؤلفين الذين يبحثون في الموروث الشعبي ويستخلصون منه جواهره بأساليب تناسب عقلية طفل العصر.
ومع أهمية توظيف الموروث في أدب الطفل، إلا أن الكاتبة فداء الزمر لم تخف ضرورة أن نكون حذرين في اختيار عناصره، وأن نزيل منه ما قد يضر بنفسية الطفل، أو يثير فيه مشاعر الخوف والرعب، قائلة: التحدي في جعل الطفل يحب الموروث الشعبي ويستفيد منه، والحل يكمن في أسلوب صياغة القصة الأدبية التي تستخدم الموروث الشعبي بطريقة مقنعة، وهذا يتطلب من الكاتب أن يضفي على القصة عناصر الخيال والإثارة، بما يبني الجسور بين الموروث والحاضر.