معاوية بن أبى سفيان.. كيف تنبأ له عراف بالخلافة وهل كان من كتبة الوحي؟
ثقافة أول اثنين:
ارتبط الخليفة المسلم بالعديد من الحكايات مع رسوله وأصحابه، فكان أحد كتبة الوحى، وكان من سادة قريش، من بنى أمية ونجل أبى سفيان ابن حرب، ويبدو أن إمبرطوريته التي أسسها وملكه الذى وصل له كان وراءه بعض الحكايات أيضا التي ارتبطت به ومن بينها قصة العراف الذى تنبأ لوالدته هند بأنه ستلد ملكا.
فقد ثبت فى كتب السنة أن معاوية – رضي الله عنه – كان كاتبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد في المسند بسند صحيح – كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله – عن أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، فَقَالَ: “اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ” قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ، فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ.
وبحسب كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير المتوفى في عام 774هـ، حيث يذكر أن هند بنت عتبة كانت قد تزوجت من الفاكه بن المغيرة المخزومي، وأنه في يوم ما، شاهد الفاكه رجلاً يخرج من داره، فشك في زوجته واتهمها بالفسق والزنا، وتحاكم الطرفان إلى أحد كهنة اليمن، فقام هذا الكاهن بتبرئة هند مما نُسب إليها، وقال لها (انهضي غير زانية، ولتلدن ملكاً يقال له معاوية).
فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها، فنترت يدها من يده، وقالت له: إليك عني، والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، والله لأحرصن أن يكون هذا الملك من غيرك، فتزوجها أبو سفيان بن حرب فجاءت منه بمعاوية هذا.
إلا أنه وبحسب عدد من الباحثين فإن القصة تتعارض مع عدد من الأخبار، مثل ما ورد في كتاب المحبر لابن حبيب البغدادي المتوفى 245هـ، من قوله بأن زواج هند من الفاكه، لم ينته بالطلاق أو الانفصال، ولكنه انتهى بوفاة الفاكه.