“وليمة لأعشاب البحر”.. أشهر معارك حيدر حيدر الأدبية
ثقافة أول اثنين:
تدور أحداث رواية “وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت”، التى صدرت عام 1983 فى سوريا، حول مناضل شيوعيّ عراقي فرَّ إلى الجزائر حيث يلتقي مع إحدى المناضلات القديمات في عهد انهيار الثوار.
وبعد صدور الرواية فى سوريا، أعادت وزارة الثقافة المصرية طبع الرواية، وتحديدا فى عام 2000، فأثارت جدلا كبيرا لم يكن متوقعا، حتى أن الأمر وصل إلى خروج طلبة جامعة الأزهر، فى مظاهرات نتج عنها سقوط جرحى من الطلاب ورجال الأمن، وفى نفس السياق، خرجت بيانات فى مجلس الشعب، إضافة إلى اصطفاف جماعات التشدد الدينى، للمطالبة بمنع الرواية، وفى المقابل اعترض الأدباء والمثقفين على هذا الهجوم، واتهام الكاتب بالتكفير.
وكان من أبرز آراء الأدباء والمثقفين الداعمين لرواية “وليمة لأعشاب البحر”، ما كتبه الناقد الكبير الراحل الدكتور جابر عصفور الناقد فى مقال له نشر وقت الأزمة، قال فيه: إن رواية “وليمة لأعشاب البحر” من أفضل الروايات العربية المعاصرة على الاطلاق ومن يتهمونها بالكفر هم مجموعة من جماعات الضغط السياسى الذين يتقنعون تحت أقنعة دينية ويتولون إرهاب المثقفين والمبدعين ويحاربون كل من يدافع عن الدولة المدنية، وهؤلاء لهم طريقة مغلوطة فى قراءة الأعمال الأدبية وفى رؤية الأعمال الفنية، وهم يقرأون الأعمال الأدبية على طريقة (لا تقربوا الصلاة) أى أنهم يقتطعون الجمل والعبارات من سياقها ويوظفونها وفقا لما يخدم مصالحهم. وكل هذه الحملة الظالمة استندت الى ما لا يزيد عن خمسة جمل فقط مقتطعة من 700 صفحة وهؤلاء ينبغى أن يخجلوا من أنفسهم فهم يريدون مصادرة رواية من أجمل الروايات العربية لم تصادرها أى دولة عربية من قبل.