كاتبة مغربية لـ “اليوم السابع”: أدب الطفل رسالة عن الحاضر وما يجب أن يتحلى به في المستقبل
ثقافة أول اثنين:
الكاتبة قمر اعراس وأحمد منصور
وحول أهمية مشاركة الكتاب فى المحافل الثقافيه، أضافت قمر أعراس، أنه يجب الانفتاح على دول أخرى من خلال تنظيم مسابقات دولية، فمن الضرورى أن يشارك الكاتب بمحافل دولية ثقافية من أجل الالتقاء مع رسامين لقصص الأطفال، وتلقى الحضارات.
أما عن الترجمة من اللغة العربية للغة الإسبانية، قالت قمر أعراس: إن الترجمة من اللغة الإسبانية تكاد تكون منعدمة، ولهذا أقوم بترجمة الأعمال إلى اللغة الأسبانية، مشيرة إلى أن ما يشجع دور نشر عربية على إصدار كتب مترجمة من اللغة الإسبانية، هو عندما يكون الكاتب المترجم على اطلاع بتقاليد وعادات المنطقة التي ينتمي إليها الكاتب الأصلي، يتفوق في منح الكتاب الذي يترجمه رونقا خاصا، ولا تكون الترجمة حرفية خالية من الروح.
وعن مدى مسئولية كاتب أدب الطفل فى نقل المواقع أو التراث أشارت إلى أن الكتابة للأطفال ولليافعين تحديدا، مجال ليس سهل، وبالفعل الكاتب لدية مسئولية فى نقل الواقع وسد التراث بطريقة تسهل على الأطفال، فكتبت رواية “الخبز اليابس” لليافعين، التي حاولت من خلالها تقريب التقاليد المغربية للأطفال، وسلطت الضوء على شخصيات قديمة من التراث من قبيل بوجلود وغيره، وسعدت كثيرا بهذه التجربة، التي لا أنافس فيها باقي الكتاب فحسب، بل أنافس وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية التي طغت على كل تعاملات الأطفال واليافعين، لذلك أتمنى أن تعرف الكتابة لهذه الفئة اهتمامًا أكبر في السنوات المقبلة.
وللكاتبة والمترجمة قمر اعراس تجربة فى مجال تأليف أغان مخصصة للأطفال، فعن ذلك سردت قائلة: لاحظت أن الأطفال في الغالب لا يهتمون بالشعر القرائي، إلا إذا سمعوه ملحنا، لذلك خضت تجربة تلحين نصوص شعرية بالتعاون مع دار نشر مغربية بالدارالبيضاء، وهي أغان تربوية موجهة لأطفال الحضانة، قدمنا نصوصا في كتابة مصحوبة بقرص مدمج عليه أغان بصوتي، كما عملنا على توزيعها في سوق الكتب، في محاولة لتقريب الشعر للقارئ الصغير بطريقة جديدة، على غرار المناهج الفرنسية والإسبانية.
نحن نعيش فى زمن تطورت فيه العديد من الوسائل وأصبح العالم منفتح أكثر وظغن التكنولوجيا الحديثة على كل الأطفال، ونظرًا لذلك تقول قمر اعراس فى شأن التحدى فى محاولة التقرب من طفل القرن 21، المهووس بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة: أنا أم، والأم عادة هي الأقرب إلى الطفل، كما أنني أستاذة في مرحلة الثانوي أتعامل أكثر مع اليافعين، والقرب من هذه الفئة يمنحني دراية كافية وخبرة عن اهتمامات الأطفال والمجالات التي يحبونها، وهو ما يسهل الأمر في أحيان كثيرة، علاوة على أن أي مبدع بداخله طفل صغير، يترجم ما بداخله من براءة وجنون وعشق الطفولة.
وعن طبيعة كتاباتها أوضحت إنها مزيج بين الخيال والواقع، في الحقيقة أغلب كتاب الأطفال يحاولون لفت انتباه الطفل بأشياء وأمور خيالية تعشقها عادة هذه الفئة لكنها تكون مقبولة في الواقع، تقدم رسالة عما هو حاضر وما يجب على الطفل أن يتحلى به من صفات في المستقبل، وفى النهاية الهدف هو تحقيق متعة القراءة والاستفادة بأي وسيلة يراها المبدع سليمة وسلسلة.
كما ترى ن تحويل القصص القصيرة أو الروايات إلى رسوم متحركة أمر محفز على تقديم الانتاجات لهذه الفئة، وجميل أن يرى الكاتب إبداعاته تتحول إلى شخصيات متحركة يتفاعل معها الطفل عبر الشاشة، لكنني أحبذ وأتمنى أن تكون لدينا نحن كعرب مسلسلات وأفلام خاصة بنا، بعيدا عن تلك المدبلجة، وأن يقبل المنتجون على خوض هذا النوع من التجارب بخصوصية عربية، وتترجم هذه الإنتاجات عالميا.
وفي العموم، فالورشات التي قدمها مؤتمر الرسوم المتحركة بالشارقة الذى انطلقت دورته الأولى بالتزامن مع مهرجان الشارقو القرائى للطفل، وشارك فيها مجموعة من المتخصصين العالميين من خلال دروس الماستر كلاس، فتحت المجال للتعرف على طريقة اشتغال مجموعة من المؤسسات الكبرى.
وفى ظل التقدم التكنولوجى الذى نعيشه ومدى أهمية تحويل الكتاب الورقي إلى كتاب رقمي، أشارت قمر أعراس إلى أن القراءة ليست مجرد كلمات وعبارات ومفاهيم وأفكار، بل هي علاقة ترابط لا تولد إلا عندما يمسك القارئ الكتاب بيديه، وأؤكد أن للرسومات المصاحبة للقصة دورا مهما في جذب انتباه الطفل المبدع والذكي بطبيعته.
كما أضافت قمر أعراس بخصوص الكتابة للكبار والأطفال، أن الكتابة لليافعين تعد من السهل الممتنع، نراعي فيها ذكاء الطفل وقاموسه الخاص، وتفرض ضرورة احترام تسلسل تفكير الطفل، بخلاف الكتابة للكبار، التي لا قيود فيها في المجمل، يستطيع الكاتب من خلالها أن يأخذ القارئ إلى عوالم خفية دون عناء البحث عن مصطلحات مفهومة، ليعود به عن طريق قاعدة “الفلاش باك”، وغيرها من أدوات الكتابة.