نابليون فى إلبا.. قصة نفى الجنرال بونابرت إلى الجزيرة وهروبه منها
ثقافة أول اثنين:
وجاء فى كتاب “كلمات نابليون” لإبراهيم رمزى: دخل البراطرة عاصمة نابليون يمشون فيها ريحة وجيئة، وكان نابليون بعيدًا عنها، فلما وصلها ذهب من فوره إلى فونتينيلو، وبعد ذلك بيومين أصدر مجلس الشيوخ قرارًا بعزل نابليون، ليغادر إلى فريجوس، ومنها نقلته مركب إنجليزية إلى جزيرة إلبا الواقعة فى البحر الأبيض المتوسط فى مياه إيطاليا العليا بالقرب من شواطئ تاسقونيا.
قضى نابليون بونابرت في جزيرة إلبا نحو 10 أشهر، وكان حوله بعض عساكره الأقدمين، وكان يصل إلى هؤلاء من أقاربهم في فرنسا ما ينبئهم بقرب اليوم المنشود، فكانوا يبلغون ذلك إلى نابليون، فاشتد تفكر نابليون بهذا الأمر وأخذ يدبر للأمر عدته.
ركب نابليون بونابرت زورقا قام به من جزيرة إلبا إلى ناحية بجوار بلدة “كان” على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولندا وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال “ناى” أحد قواد نابليون المشهورين، ذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه “يحيا الإمبراطور” لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وكان لهذا الدعاء قصة أنه لما التقى نابليون بهؤلاء الجند وعلم أنهم إنما أتوا للقبض عليه وقف أمامهم على ظهر جوادة ثم قال: “يا عساكر أسترليتز وابطال أوربا، هل جئتم لتقبضوا على قائدكم؟!” قالوا جميعًا بصوت المتحمس: “ليحيا الإمبراطور” ثم نادى عليهم نداءه المحبوب واجتمعوا وراءه في مشهد عظيم وكان الملك لويس قد غادرها قبل وصوله بساعة، وفى النهاية استطاع نابليون أن يعود إلى قصر ويباشر عمله بشكل طبيعى.