ألكسندر السادس يقسم العالم الجديد بين إسبانيا والبرتغال.. ما الذى حدث؟
ثقافة أول اثنين:
ووفقا لـ”العربية” فقد كان للإسبان ما تمنوه حيث وافق البابا ألكسندر السادس والذى كان إسبانيا على رسم خط يمتد بين قطبي الأرض ويبعد حوالي 320 ميلا غرب جزر الرأس الأخضر بالمحيط الأطلسي منح من خلاله جميع الأراضي الواقعة غرب هذا الخط للتاج الإسباني.
وعلى إثر قرار البابا ألكسندر السادس عبّرت القوى الأوروبية عن سخطها وغضبها، حيث حرّم هذا المرسوم قيام أى قوة مسيحية بمهاجمة واحتلال أراض يحكمها ملك مسيحي آخر وهو الأمر الذي منح إسبانيا حقا شرعيا بالعالم الجديد.
وفى الأثناء اعتبرت مملكة البرتغال والتى كانت فى أوج قوّتها هذا القرار إهانة لمصالحها، حيث طالب الملك البرتغالي جواو الثاني بحماية مصالح بلاده بالعالم الجديد مؤكدا على أن المرسوم البابوي انتهاك لحقوق البرتغال بالمحيط الأطلسي حيث لم يعد هنالك مجال بحري كاف للسفن البرتغالية أثناء إبحارها بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وأمام تصاعد التوتر بالمنطقة اتجهت كل من إسبانيا والبرتغال إلى عقد اتفاقية جديدة تضمن حقوق البلدين بالقارة الأمريكية.
ويقول الكاتب وليم برنستاين: “بما أن العرش الإسبانى كان متخوِّفا من بطش البرتغال ومنشغلا بإحكام قبضته على العالم الجديد، بدا له ان الحل الامثل هو التوصل الى تسوية ترضي الطرفين”، فعقدا عام 1494 معاهدة تورديسيلياس وُقِّعت في البلدة الاسبانية التي تحمل الاسم نفسه.
وبحسب موقع إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” أبقت هذه المعاهدة على الخط الذي رسمه البابا ألكسندر، لكنَّها ازاحته 1489 كيلومترا غربا، وعليه، ادعت البرتغال امتلاك كامل افريقيا وآسيا، فيما نالت اسبانيا العالم الجديد لكنَّ هذا التعديل وضع معظم الأرض غير المكتشفة المعروفة الآن بالبرازيل تحت الحكم البرتغالي.
واتخذت إسبانيا والبرتغال من هذه المراسم عذرا لتبرير المجازر التي ارتكبتها فهذه القرارات لم تنتهك فقط حقوق السكان الأصليين وتخضعهم وتستغلّهم، بل أسفرت أيضا عن قرون من الصراع بين الأمم على السلطة وحرية الملاحة.