محمود شكوكو.. حكايات الفنان مع شوقى والعقاد ويحيى حقى وأحلام نجيب محفوظ
ثقافة أول اثنين:
تمثال شكوكو
محمود شكوكو فنان ذا طابع خاص يقول عنه كتاب “القاهرة وما فيها” لـ الراحل مكاوى سعيد “نال شعبية ضخمة فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى لدرجة إطلاق لقب “شارلى شابلن العرب” عليه، واقتحم شكوكو مجال “المونولوج” و”السينما” بردائه المميز (الجلباب والطاقية الطويلة)، وكان أميًّا يساعد والده فى محل النجارة، وعشق مهنته ولم يتركها، بل فى عز مجده افتتح لنفسه ورشة مستقلة فى منطقة الرويعي، وكان يورد منتجاته إلى أكبر متاجر القاهرة، شيكوريل وأوريكو وسمعان وصيدناوي، ومن شدة إعجاب النحاتين به صنعوا له تمثالا من الجبس أصبح يباع فى كل مصر، ولحاجة الثوار الذين كانوا يقاتلون الإنجليز آنذاك إلى الزجاجات الفارغة لاستخدامها كمولوتوف، كان الباعة الجائلون ينادون (شكوكو بقزازة) ويمنحون كل من يعطيهم زجاجة تمثال شكوكو، راجت التماثيل وأصبحت فى كل بيت وذاع اسم شكوكو”.
العقاد وأمير الشعراء أحمد شوقي
أجرت مجلة آخر ساعة حوارا مع شكوكو تم نشره بتاريخ 4 مايو 1949، سألته فيه عن رسالته على المسرح.
قطب شكوكو حاجبيه ثم قال: أنا لا أمدح نفسي كنجيب الريحاني فأقول إني فيلسوف أوصل للجمهور فلسفتي عن طريق الكوميديا.
ثم صمت قليلا قبل أن يواصل حديثه: “لكن الواقع إني فيلسوف بل وحكيم أيضا، ألا تستطيع أن تحس بالحكمة التي تخفي وراء كل كلمة من كلمات مواويلى البلدية”.
وأكمل حديثه وقال: بل إني أشعر من أحمد شوقي.. هل استطاع شوقي مثلا أن يقول: يا ساكن قلبي ومبلط امتى حتعزل.
شكوكو وعباس محمود العقاد
سأل أحد الصحفيين عباس محمود العقاد: “من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛو؟، ورد العقاد باستغراب قائلاً: مين شكوكو؟.
وعندما وصلت القصة لـ شكوكو عن طريق الصحفى ذاته، قال له شكوكو: ” قول لصاحبك العقاد ينزل ميدان التحرير ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على رصيف مقابل ونشوف الناس هتتجمع على مين”.
بعدها رد العقاد على الصحفى قائلاً: قول لشكوكو ينزل ميدان التحرير ويقف على رصيف ويخلى “رقاصة” تقف على الصيف التانى ويشوف الناس هتتلم على مين أكثر.
شكوكو ويحيى حقي
نشر الكاتب الكبير يحيى حقي مقالاً فى العدد 155 من جريدة التعاون، فى 6 فبراير 1966، تحت عنوان “شكوكو والمنولوج الفكاهى” ومما قاله فيه:
مطلع مونولوج شكوكو جاء كهبة النسيم على حجرة مغلقة النوافذ منذ زمن كسر القيود، لم يسقط فى الوعظ والإرشاد، ولم يبال كثيرًا بالنقد الاجتماعى، وإنما أراد الفكاهة لمجرد الفكاهة من أجل خاطر الفكاهة وحدها، وعرف كيف يجعل مونولوجه يتطور سريعًا إلى ارتجال منوع حلو يختلط فيه النظم بالتنكيت بالقفشات بالرقص البلدى من غير تقصيع لم يرتبط بطبقة أنه ابن الشعب الذى يضحك له الشعب كله واذا كان يبالغ فى ضحكاته فانه اثبت ان ابن البلد لا يصدر عنه شىء يجرح الطبقات البرجوازيّة.
شكوكو ونجيب محفوظ
ظهر محمود شكوكو في أحلام النقاهة عند نجيب محفوظ، الذى يقول في أحد الأحلام:
وصلتنى دعوة عشاء فى بيت قريب عزيز، ولما اقتربت من الباب رأيت أفواجا من المدعوين يدخلون، فأدركت أن الدعوة عامة، ورأيت بين القادمين نخبة من جيل أساتذة وأخرى من جيل الزملاء. وتبادلنا التحية وبعض الكلام.. كان مما أجمعوا عليه أنهم يقيمون الآن فى قرية كريستوفر وقالوا الكثير عن جمالها وتفوقها على جميع القرى السياحية، ودخلنا وتفرقنا بين الموائد، وكانت جلستى أمام مائدة صغيرة عارية من كل شىء فلا مفرش ولا طبق ولا أدوات طعام، وقبل أن أفيق من دهشتى رأيت شكوكو قادما نحوى، قابضا على فخذة خروف محمرة، وسلمها لى يدا بيد وذهب وهو يضحك، صعقت واستأت، ولكنى لم أر بدا من قطع اللحم بأصابعى لأتناول طعامى غير أننى كنت أفكر طيلة الوقت فى كريستوفر….