وصفه بالمتعجل.. كيف وصف يوسف إدريس تجربة يحيى الطاهر عبد الله فى بدايتها
ثقافة أول اثنين:
يعرف عن يحيى الطاهر عبدالله أن أول من قدمه كان الكاتب والروائى الكبير يوسف إدريس فى مجلة (الكاتب) ونشر له قصة “محبوب الشمس” بعد أن قابله واستمع إليه فى مقهى ريش، وقدمه أيضًا عبد الفتاح الجمل فى الملحق الأدبى بجريدة المساء ما ساعد على ظهور نجمه كواحد من أبرز كتاب القصة القصيرة، وكتب يحيى الطاهر بعض القصص لمجلة الأطفال (سمير).
وكان وراء اكتشاف صاحب “الطوق والأسطورة” وتقديمه للوسط الثقافى قصة، بدأت من مجىء شاب أسمر من الأقصر اسمه “يحيى الطاهر عبد الله”، ليقابل يوسف إدريس على مقهى “ريش” وتلى عليه بصوته الأجش قصة قصيرة، لم تكن مكتوبة، لكنه كان يحفظها عن ظهر قلب، الأخير لم يكن متحمسا لتعجل “يحيى” وحماسه الزائد، لكنه قرر أن يقدم “يحيى” فى مجلة الكاتب، ونشر له مجموعة “محبوب الشمس” بعد أن قابله واستمع إليه، قدمه أيضًا عبد الفتاح الجمل فى الملحق الأدبى بجريدة المساء، وبمرور الوقت بدأ نجمه يلمع ككاتب قصة واعد، وأحد أبرز كتابها بشكل عام، مصريًا وعربيًا.
ويحكى الشاعر والناقد شعبان يوسف فى مقال سابق أن من الأسماء الجديدة الشابة التى بدأت تبرز فى تلك الفترة، ونشرت أعمالا بالفعل كان إبراهيم أصلان ومحمد البساطى وجمال الغيطانى ويحيى الطاهر عبد الله، وغيرهم قصصهم الأولى، وكان يوسف إدريس المسئول الثقافى فى مجلة الكاتب الطليعية، ونشر قصة “المظاهرة” لبهاء طاهر فى مايو 1964، وقدمها بشكل حماسى بالغ، كذلك قال بأن قصة هذا الشاب بهائية طاهرية جدا، واحتفى بها كما لم يحتف بكاتب آخر، وكان هذا الاحتفاء فى محله، وفى موقعه تماما، بينما قدم يحيى الطاهر عبد الله فى أغسطس عام 1965 عندما نشر له قصة “محبوب الشمس” بقدر من الريبة والانتقاص من شأن يحيي، ربما لأن قصة يحيى الطاهر عبد الله كانت صفارة الإنذار الأولى لبداية جديدة للقصة القصيرة، ومن ثم كان إدريس يرى بأن يحيى الطاهر كان متعجلا.
لكن على الرغم مما سبق، يبدو أن يوسف إدريس كان له رأى آخر فى كتابات يحيى الطاهر عبد الله، فبحسب ما ذكره الشاعر والناقد شعبان يوسف، فى كتابه “ضحايا يوسف إدريس وعصره”، مستشهدا فى البداية بما كتبه فى تقديمه لقصة محبوب الشمس فى مجلة الكاتب عام 1965، قائلا “كنت أفضل ألا أنشر ليحيى الطاهر عبدالله هذه القصة، بل كنت أفضل فوق هذا ألا أنشر ليحيى ما يكتبه الآن، فهذا الشاب الصعيدى النحيف الأسمر الساخط على القاهرة والمدينة وكل شىء، يقوم كما سترون على اللمحات الخاطفة فى هذه القصة بمغامرة فنية قد يجازى فى نهايتها بلون فريد من ألوان القصة قد يتميز به وقد لا يخرج بشىء بالمرة، لكنى من أنصار المغامرة فالحياة نفسها مغامرة كبرى لا تخرج منها بشىء لكن معظمنا أيضا يكسب لذة الحياة المغامرة نفسها، كنت أفضل ألا أنشر له الآن لكن يحيى مثل الجيل الجديد جدا من الكتاب سريع التبرم بالأشياء، وأولها قلة النشر سريع فى اتهاماته وأولها أن الناس لا تريد أن تفهمه ولا تقوى على طريقته فى الكتابة”.