القانون فى مصر القديمة.. الشهود لعبوا دورا مركزيا فى المحاكم وقول الزور جريمة
ثقافة أول اثنين:
في مصر القديمة كان المتهم بارتكاب جريمة يعتبر مذنبا حتى يتمكن من إثبات براءته تم اعتبار مبادئ ماعت ضرورية لتوفير التوازن والنظام في المجتمع، وبالتالي تمت معاقبة المخالفين بشدة، على الرغم من أن العملية القضائية قد تغيرت بشكل كبير عبر التاريخ المصري القديم ، إلا أن الآلهة ماعت ظلت مركزية كأيقونة تمثل مفهوم العدالة، كما لعب الشهود دورًا مركزيًا في المحاكم المصرية ، واعتبرت الشهادة الزور جريمة خطيرة.
على الرغم من أن المحاكمات أمام هيئة المحلفين ظهرت في اليونان القديمة منذ الديمقراطية الأثينية الأولى في 590 قبل الميلاد ، إلا أن هيئات المحلفين لم تشكل أبدًا أحد مكونات الأنظمة القانونية في مصر القديمة وفقا لموقع the collector.
كانت أقرب مقارنة بالمحاكمات أمام هيئة محلفين في مصر القديمة هي مجالس كينبيت وهي مجالس شيوخ حكمت على مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالمطالبات الصغيرة والنزاعات المحلية، تمت إحالة القضايا الأكثر خطورة المتعلقة بمزاعم جرائم مثل سرقة المقابر أو القتل إلى محكمة أعلى يشرف عليها الوزير.
ما هى ماعت؟
كانت ماعت أقرب إلى الروح التي يتم بها تطبيق العدالة، وليست العرض القانوني المفصل للقواعد حيث مثلت ماعت القيم العادية والأساسية التي شكلت خلفية العدالة التي يجب تنفيذها بروح الحقيقة والإنصاف، ومنذ الأسرة الخامسة (2510 – 2370 قبل الميلاد) فصاعدًا، أطلق على الوزير المسؤول عن العدالة اسم كاهن ماعت، وفي فترات لاحقة ارتدى القضاة صور ماعت وفقا لكتاب سيجفريد مورينز ديانات المصريين.
كانت الإلهة ماعت تمثل لدى قدماء المصريين “العدل” و”الحق” والنظام الكوني و “الخلق الطيب” وبهذا تتبوء ريشتها في محكمة الآخرة مركزا مميزا، حيث يقاس بالنسبة لريشة الحق “معات” وزن قلب الميت لمعرفة ما فعله الميت في دنياه من حياة صالحة سوية مستقيمة تتفق مع مبادئ ماعت أم كان جبارا عصيا لا يؤتمن إليه.
يذكر أنه في كتاب الموتى عند قدماء المصريين بأنه عند حساب المتوفي في العالم الآخر كان قلب الميت يوضع على الميزان في كفة وريشة الإلهة ماعت في الكفة الاخري. فاذا رجحت كفة الريشة فإنه يدخل الفردوس في معتقداتهم، وأما إذا رجحت كفة القلب فإنه يذهب إلى الفناء والذي كانت المعتقدات المصرية القديمة تمثله على هيئة وحش مفترس تخيلي اسمه عمعموت ، رأسه رأس التمساح وجسمه جسم الأسد والجزء الخلفي له من جسم فرس النهر، وكانت هيئة المحكمة في العالم الآخر تتكون من 42 قاض بعدد أقاليم مصر، ويرأسهم أوزوريس.