Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

خالد دومة يكتب: دولة عزرائيل والإرهاب

ثقافة أول اثنين:


إن لم يكن ما تفعله إسرائيل في غزة إرهاباً، فما الإرهاب إذا؟ دولة ليست بدولة تغتصب أرضاً، وتسوق أهلها عنوة بقوة السلاح، كما تساق الخراف إلى المذابح، ومن ورآئها عصابة الأمم المتحدة الأمركية، بكل ما تملك من جبروت وطغيان وسطوة، ومن لم تخضعه بقوة المال، فبالسوط يلهب ظهور كل من يحاول أن يعترض، أو يخرج عن إرادتها، فهي تريد صياغة العالم، حسب تلك الإرادة، وهي التي تصرخ في وجوهنا صباح مساء، عن حقوق الإنسان، وحرية الإنسان، وهي التي تمثل لإسرائيل الراعي الرسمي، لهتك حقوق الإنسان، ودهس حريته، بأخس الأساليب، بالقتل والتشريد، لما يزيد عن مليون إنسان. إن الإرهاب الحقيقي تمثله أمريكا وإسرائيل على العالم أجمع، ورغم أنه واضح مكشوف، ولكن لا يستطيع أحد أن يقول ذلك، إنها تشتري الذمم، والدول وصمت العالم بالمال حينا، وبالخوف حينا، أليس ما تفعله إسرائيل ومن ورائها أمريكا، إرهابا لآلاف العزل، الذين لا حول لهم ولا قوة، والتي تسوقهم جنود الإحتلال، إلى حتفهم، بكل قسوة وبلادة، وتجعل من بيوتهم قبور للآلاف منهم، تدفنهم أحياء تحت وابل من صواريخهم المعتوه، ورصاصهم الأعمى. إن لم يكن ذلك إرهابا بصوره البشعة! فما الإرهاب؟ إن إسرائيل سرطان، جمرة خبيثة في الجسد، بل مزروعة بين ضلوعنا، لنظل في عطب، نشكو المرض، الذي لا أمل في علاجه واستأصاله، وقد أمتد أثره إلى الجسد كله.


 


 سئمنا الشعارات التي تنادي بها الأبواق التي يدعيها أصحابها، وإني أتتساءل لماذا لا تقتطع أمريكا جزء من أراضيها؟ وتصنع لهم وطنا آمنا، أو تقتطع أوربا من كل دولة، جزء من أراضيها، وتصنع لهم دولة؟ إن أمريكا تأبى، ودول أوربا تأبى، لأن ذلك سيكون عندئذ تعدي سافر واحتلال، وتفريط في أراضيها لمن ليس له حق. إن مناصرة إسرائيل، إنما هي مناصرة للظلم والعدوان والبغي، الذي يُخرج الإنسان عن طوقه وحلمه، وتجعل النفوس تمتلأ، حتى تنهار، فتنفجر كفوهة بركان، الشعور بأن سيفا مسلط فوق رقابهم، تنفذ لتنال منهم، تستبيح دمائهم، وتدك قبل بيوتهم، قلوبهم وأرواحهم، لتحيلها أكوام من تراب، وتنشر الخراب والدمار، في كل شيء، فهي تدك أبدانهم وتطحن روءسهم تحت عجلات الدبابات. إن اسرائيل جعلت ما حدث ذريعة، للتنفيس فيه، عن حقدد أسود، فهي تتخذ الموت شعارا، يقتطف كل حياة، ويحصد الأرواح، ويغتال، ويحفر بيديه وآلاته قبور جماعية، يدفن فيها عار تطاوله وانتهاكه، إنها لا تكتفي بإغتصاب الأرض، حتى تمحو أهلها، وتزيل آثارهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى