ولادة سيدنا محمد بن عبد الله.. كيف وصف الفقهاء تلك الليلة المباركة
ثقافة أول اثنين:
ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، من نسل بني هاشم بأم القرى “مكة المكرمة” وكان ذلك في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويذكر المباركفوري في كتابه “الرحيق المختوم”، أنه حينما ولدته أمه السيدة آمنة بنت وهب كرم الله وجهها، أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له، واختار له اسم محمد ـوهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب، وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون، وأول من أرضعته من المراضع وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع، ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب، ثم التمس عبد المطلب جد النبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر، وهي حليمة السعدية.
ويذكر أهل السير أنه حدثت إرهاصات دالة على عظم شأنه ومكانته عند ولادته صلى الله عليه وسلم منها ما رواه أحمد: أن أبليس -لعنه الله- رن أربع رنات، رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم….. وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن فاطمة بنت عبد الله قالت: حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نوراً، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علي. وتذكر أمه آمنة أنها لم تجد حين حملت به صلى الله عليه وسلم ما تجد النساء من شدة الحمل والطلق وقد ولدته مختونا مسروراً، ولما وضعته وقع على الأرض مقبوضة أصابع يديه مشيراً بالسبابة كالمسبح بها.