Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

سره الباتع لـ يوسف إدريس.. الجزء الثانى والعشرون

ثقافة أول اثنين:


سره الباتع.. قصة للكاتب الكبير يوسف إدريس، تحولت إلى مسلسل للمخرج خالد يوسف بعد مرور 65 عامًا على صدورها ضمن مسلسلات رمضان 2023، وتزامنًا مع عرض مسلسل سره الباتع، ينشر “اليوم السابع” قصة “سره الباتع” التى نشرت لأول مرة عام 1958 ضمن مجموعة قصصية بعنوان “حادثة شرف”.


سره الباتع لـ يوسف إدريس.. الجزء الثانى والعشرون

 


إنِّي خائف يا روان، منذ الأمس وأنا أحسُّ بقُوًى لا قِبَلَ لي بها تجذبني إلى هذا الشعب وتهيب بي أن أعرف سِرَّه، وسوف أقول لنفسي إنها محاولة للدراسة، ولكن لا تصدِّقْني، فأنا لا أصدِّق نفسي، إنِّي أقاوم بعنف، إنَّ ثقافتي وتُراثِي وعقلي تمنعني أن أنجذِبَ إلى كُتَلِهم حين تتجمَّع، ولكني لم أعُدْ نفسي، لقد غيَّرتُ ليلة الأمس أشياء كثيرة داخلي، إني خائف أن تنتهي مقاومتي، خائف أن أنسَلَّ اليوم أو غدًا وأذهب إلى ضريح من مئات أضرحة السلطان حامد الفلاح المبتور البنصر الذي اشتركتُ في مهزلة محاكمته، خائف خوف الموت أن أفعل له مثلَما كنتُ أفعلُ للعذراء في الكنيسة عندنا فأُضِيء له شمعةً وأضعها بجوار شمعات الفلاحين الفقراء لتُنِير قبره.


وصحيح أنَّ شمعتي لن تكون شيئًا بجوار ما يَحظَى به السلطان من تكريم وتقديس؛ فما هي سوى شمعة واحدة، شمعة من مئات الشموع التي أضاءتْ وستظلُّ تضيء مئات أضرحته، مئات الليالي، ومَن يدري، ربما مئات السنين!


ولكن لا تعجب إذا أقدمتُ على هذا اليومَ أو غدًا أو في مساء قريب، فإنِّي أحسُّ بنفسي سائرًا بلا إرادة إلى هذا المصير، أحسُّ بمقاومتي تتلاشى وتنتهي.


روجيه


النجدة يا روان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى