رسالة الإمام .. تعرف على أغنى تجار مصر فى العصر العباسى
ثقافة أول اثنين:
والحقيقة أن مصر كانت مركزا تجاريا كبيرا فى عصر الدولة العباسية، التى تدور فيه أحداث المسلسل، وبحسب دراسة بعنوان “اهتمام الخلفاء بالتجارة.. اقتصاد الوفرة فى زمن العباسيين” نشرت بأحد المواقع الخليجية، فقد نشط الفرس فى أهم الموانئ التجارية كجدة وطرابلس وصيدا وبيروت، ونشط المصريون فى التجارة، وكانت مصر فائضة الغنى، وصلة الوصل بين الشرق والغرب، وكان اليهود ينافسون أهل العراق وفارس، كما كان الروم والهنود الى جانب العرب والفرس، من أنشط تجار الخلافة.
وكان أغنى التجار وأكثرهم ترفاً ونعيماً البزازون والعطارون. قال ابن مجاهد (ت 935م): من قرأ لأبي عمرو، وتمذهب للشافعي، واتجر في البز، وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه، وعندما توفي عفان بن سليمان البزاز الذي كان أغنى تجار مصر حوالي عام ،912 أخد الإخشيد من ماله نحو مائة ألف دينار، وفي بغداد، اتصلت أسواق العطارين والصيادلة وأصحاب الدهون والخزازين والصاغة. وكان البيع والشراء يتمان بالمقايضة أي بوضع القبضة في القبضة أو اليد باليد، والجهر بالبيع والشراء، وربما لجأ الخلفاء الى التجار لسد العجز في بيت المال، مثلما ساعد التجار اليهود الخليفة المقتدر عندما أحوجته الضرورة الى طلب مساعدتهم. ولا أرى حاجة الى مزيد من التأكيد على ان الصيارفة وأصحاب البنوك، إجمالاً، كانوا من أهل الكتاب، وخصوصاً من اليهود والنصارى، لأن الإسلام نهى عن الربا.