جعفر العمدة يكتشف تدبير زوجته.. المرأة الشريرة فى عالم الأدب
ثقافة أول اثنين:
يأتى الحكيم بأسلوبه الفلسفى فى مجموعته القصصية أرنى الله ليظهر قصيرة تحولت إلى فيلم سينمائى فيما بعد وتحمل اسم “المرأة التى غلبت الشيطان” وصور فيها المرأة فى صورة الأفعى، ونلاحظ أن تلك الحوارات نابعة من ذات المؤلف، وتوضح إلى حد ما وجهة نظره فى المرأة، المرتبطة بالغواية والدهاء، وإن تم هذا بأسلوب ساخر وبسيط وسلس ومرح ودون افتعال بداية من شفيقة وهى خادمة فقيرة قبيحة الشكل تعمل فى بيت الراقصة زيزيت.
وتسلم هذه الخادمة نفسها للشيطان فى لحظة يأس ليحاصرها إبليس فى لحظة ضعفها وانكسارها، ويعقد معها اتفاقا بأن تعطيه روحها كى يتصرف فيها كيفما شاء، مقابل أن تتحول إلى سيدة جميلة وغنية، على أن يكون هذا الاتفاق لفترة عشر سنوات، تصبح بعدها ملكًا للشيطان وبالفعل تتحول شفيقة الخادمة الدميمة، إلى مليونيرة جميلة، بل رائعة الجمال، وتبدأ في الانتقام من الماضي في صور الذين عاملوها بقسوة.
ومن القصة: “كانت دميمة هذه المرأة…لم تعرف ربيع العمر…لكنها كانت تعرف خريفه وشتاءه…لم يورق لها أمل…ولكن دموعها هطلت كالمطر والفرح تساقط فى قلبها كأوراق الشجر…وبرد الحرمان من متع الجسد قد ضرب من حولها نطاقا، إنها جزيرة الكآبة فى محيط الكون، هكذا تعيش…وهكذا ستموت…لم يضم خصرها رجل…ولم تعرف شفتاها غير الصلوات لسماء لا تسمع واللعنات على قدر لايرحم…وفى ذات ليلة عصفت فبها الرياح الهوج، وزمجرت الزوابع الثائرة لا خارج حجرتها، بل داخل نفسها صاحت صيحة إهتزت لها أركان كيانها القبيح: أيها الشيطان.. لم يبق إلا أنت..!.