أمسيات رمضانية.. قصائد شعرية فى حب النبى ببيت الشعر
ثقافة أول اثنين:
نظم “بيت الشعر” بدائرة الثقافة فى الشارقة، أمسية شعرية مليئة بالجمال والشجن وعبق القصيدة، لاقت حضوراً كبيراً فاعلاً من الشعراء والإعلاميين وعشاق القصيدة، اكتظت به قاعة منتدى، وأحياها الشعراء أحمد الأخرس وهبة الفقي وعمر مبارك أبوعرف، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمها الشاعر الدكتور إياد عبدالمجيد الذى أشاد بدور حاكم الشارقة في دعم الشعر واللغة والفنون، وبدور بيت الشعر بدائرة الثقافة في تفعيل رؤية حاكم الشارقة.
حلقت القصائد التي قدمها الشعراء في أجواء إنسانية وروحانية ووجودية، وتناولت أغراضا شعرية متعددة زاخرة بالصور والخيال، لاقت استحسانا لافتاً من الحضور، وأطربت أسماعهم.
وافتتح القراءات الشاعر أحمد الأخرس، الذى قرأ قصيدة غارقة فى الروحانية والوجد والبوح للحبيب المصطفى بمكنون القلب عنونها بــ”على عتبات العشق” منها..
أُحَمِّلُ قَلبي سِرَّ حُبّي فَيَكتِمُ
إِذا فَضَحَتْ عَينايَ شَوقاً يُتَمْتَمُ
وَأَسأَلُهُ بِاللهِ: قُلْ ليَ مَنْ هُمُ ؟
فَيَرتَجُّ ما بَينَ الضُّلوعِ ويُحْجِمُ
لكِنَّ في قَلبي عَلامَةَ عاشِقٍ
إِذا ذُكِرَ اسْمٌ خُصَّ بِالحَمدِ يَبْسِمُ
وَتَزْهَرُّ في خَدّي الخُزامى نَدِيَّةً
بِدَمعٍ فُراتيٍّ سَواقيهِ زَمْزَمُ
بيت الشعر فى الشارقة
ثم قرأ “رسالة نصية إلى” وهى تمثل سيرة حياتية غارقة فى التأمل، والاشتغال على الفكر ورؤية الوجود، منها:
كأنَّكَ أنتَ.. ولا شىءَ إلّاكَ
يثقلنا هاجساً أو يقيناً
ولا شيءَ إلّاكَ نعرفه في الولادةِ
أكثرَ من رَحِمٍ يَتَقَطَّعُ كي يوصِلَ الجسرَ من ضِفَّتَيْهِ
إلى زفرةِ الماءِ من رِئَتَيْ ولدٍ مَيِّتٍ..
ثمَّ لا شيءَ إلّاكَ
يخبزُ أحلامنا حدَّ أن تحترقْ
هل تجرِّبُنا قبلَ أن نفْتَرِقْ؟
الشاعرة هبة الفقى قرأت “سيرة لغصون الروح” فيها من الحيرة والتساؤل، وبين الفهم وعدم الإدراك، تسجل سيرة مشحونة بأسئلة الذات التي باحت بما تكنه للقصيدة كي تكون لسانها الذي يتلمس القبول والوصول، منها..
أنـا الْغَريبــةُ بَيْــنَ النّـــاسِ يَسْجُنُنـي
طــولُ الْمَسـافَــةِ بَيْــنَ الْآهِ والشَّفَــةِ
لا الْخِضْـرُ أوَّلَ لي الدُّنْيـا ولا ظَهَـرَتْ
زَرْقـاءُ كَيْ تُبْصِرَ الْأَوْجـاعَ مِنْ جِهَتي
كَريشَــةٍ فـي أَكُـفِّ الرّيـحِ يَرْحـلُ بي
عُـمْــري الْـعَـلـيــلُ بِـــلا زادٍ وأمْتِعَـــةِ
ما عُــدْتُ أُدْرِكُ فـي الْأَيّـــامِ فَلْسَفَــةً
أوْ عُـدْتُ أُبْصِـرُ ما في الصُّبْحِ مِن ثِقَةِ
“واسّاقطت شوقاً” كان نصها الآخر الذي تساقطت حروفه فكرة عاطفة روحية تتهجد في محراب الوجد، وتبث جنون حروفها للمحبوب، عابرة على جسر الشوق والشعر إليه، ومما قرأت:
أعـدو عَلـى جَمْـرِ اشْتِياقِـكَ مِثْلَمــا
يَعـدو بِجَـوْفـي الشِّعْـرُ دونَ تَوَقُّـفِ
وبِـرَغْمِ نَــزْفِ الْأُمْنِيــاتِ عَلى يَـدي
مازِلْـتُ أَعْشَــقُ في يَدَيْكَ تَصَـوُّفي
تَنْــأى فَتَتْبَعُــكَ الْحَيـــاةُ بِأَسْــرِهــا
والنُّـورُ مِـنْ عَيْـنِ الْمَبـاهِـجِ يَخْتَفي
والّليْـلُ يُنْشِـدُ في الْغِيـابِ قَصيـدَةً
تَكْفـي لِأنْ تُدْمـي بِـروحي ما شُفي
اختتم القراءات الشعرية الشاعر السوداني الأنيق عمر مبارك أبوعرف، الذي دخل بثقة الشعر وقدرة الشاعر على اصطياد المعنى البعيد، والتحليق في سماء يراها مختلفة يتميز فيها بطيرانه الذي يطوف به مدن الشعراء، فيتفاخر بما لديه من أدوات تمكنه من صنع الجمال، ومن قصيدة “بعض ناري” يقول:
نبوءةُ شهقةِ الشعراءِ مني
ونورُ وميضِها من بعضِ ناري
فيمِّمْ شطرَ ما يمّمتَ إني
بكل ديارِ أهلِ الأرضِ داري
وما ذيّاك إلا عن سديمٍ
لمعنى الروحِ في لُججِ الوقارِ
حللتُ طلاسمَ الماضين منهم
فصرتُ لطلسمِ الآتين قاري
وفي ذات السياق يواصل أبوعرف نرجسية الشاعر واعتزازه بحرفه، ليقرأ “عودةٌ أخرى” تتضح فيها رؤاه حول الفكرة:
كآخر ما يدور بخاطر البحار
كفكرة شاعرٍ هرَبت
أُعيد الآن أقلامي
لأعقدَ صفقة التيار
وأشرعتي تُبللها رياحُ الوعدِ ما هبَّتْ
وينتابُ المدى قلقي
فتعزفُني رؤى الأغيار
وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء، ومقدم الأمسية.