رسالة الإمام .. العباس يحذر من الأندلسيين.. هل أقاموا إمارة فى الإسكندرية؟
ثقافة أول اثنين:
المسلسل الذى يدور فترة الإمام الشافعى فى مصر، أشار إلى واحدة من الوقائع التاريخية وهى محاولة قيام عرب الأندلس بتأسيس إمارة أندلسية بمدينة الإسكندرية، فما الذى حدث؟
وبحسب بوابة محافظة الإسكندرية، فإنه سرى الاضطراب في العاصمة الفسطاط إذ ثار الجند وأعادوا عبد الملك الخزاعى الذى كان قد عزله المأمون إلى الولاية فى سنة 199 هـ/ 814م وظلت أحوال الإسكندرية على ما هى عليه من القلق رغم تغير الولاة عليها واتت ظروف جديدة زادت فى تعقيد المواقف بالإسكندرية حتى أنقطعت صلتها بالفسطاط لمدة تجاوزت العشر سنوات وتدخلت فى أمور الثغر مراكب تحمل مهاجرين ورواد بحر من غزاة عرب الأندلس وقد اتخذوا الإسكندرية قاعدة مساعدة لعملياتهم فى شرق المتوسط.
ونتيجة لأعمال الاضطراب والشغب فى المدينة قامت جماعة سمت نفسها بالصوفية وقاموا بتنظيم صفوفهم بالإسكندرية تحت رئاسة أحدهم وهو عبد الرحمن الصوفى وأعلنوا معارضتهم للوالى ووجدوا فى الأندلسيين خلفاء طبيعيين لهم واجتذب الصوفية والأندلسيون إلى جانب العرب اللخميين بالإسكندرية الذين كانت لهم أطماع فى الإسكندرية وجمع المتحالفون صفوفهم وبلغ عددهم 10.000 رجل إلى جانب من انضم إليهم من المغامرين وصار الجميع إلى قصر عمر بن هلال الحديجى وحاصروه فى سنة 200 هـ/ يونيو 816 م وقتلوا عمر بن هلال ومن كانوا معه فى القصر.
وقد انفرط الحلف سريعاً بين العرب اللخميين والأندلسيين وقامت الحرب بينهم فى التو واللحظة وانتهت بانتصارغزاة البحر الأندلسيين فاستولوا على الإسكندرية فى نفس العام وأسند الأندلسيون ولاية الإسكندرية إلى أبو عبد الرحمن الصوفى الذى فشل فى الحكم والإدارة حتى عم الفساد فى المدينة وعندئذ رأى الأندلسيون عزله وأخذوا على عاتقهم الحكم مباشرة ونجحوا فى السيطرة على كل منطقة الإسكندرية.
ويرجع اضطراب الأحوال فى الفسطاط إلى فتنة الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون وقد بدأت طلائع الجند العباسى من الخراسانية تتجه نحو الإسكندرية عام 212 هـ/ مايو 827 م وضرب حصار حول المدينة وأخرج الأندلسيون من الإسكندرية.