اخبار وثقافة

جمال القرآن.. “فأصبر صبرا جميلا” بلاغة تصوير أمر الله لرسوله بالصبر

ثقافة أول اثنين:


فى القرآن الكريم روائع وصور جمالية، فبعض الآيات تحمل صورًا بلاغية وفنية رائعة، تجعل من القرآن نصًا إبداعيًا لما له من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، بجانب قدسيته، التى جعلت منه معجزة النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين.


وواحدة من آيات القرآن الكريم، التى تحمل صورًا بلاغية رائعة، ونجد فيها تصويرًا فنيًا بديعًا: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا) – (المعارج 5).


وفى الآية السابقة، يعنى الصبر الذي يقصده الله تعالى: صبرا لا جزع فيه، وكأنه يقول له: اصبر على أذى هؤلاء المشركين لك، ولا يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة، أي: اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا، لا تضجر فيه ولا ملل، بل استمر على أمر الله، وادع عباده إلى توحيده، ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم، فإن في الصبر على ذلك خيرا كثيرا.


وبحسب تفسير القرطبي: قوله تعالى: فاصبر صبرًا جميلا أي على أذى قومك. والصبر الجميل: هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى لغير الله .وقيل: هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى من هو .والمعنى متقارب .وقال ابن زيد : هي منسوخة بآية السيف.


وجاء في تفسير الطبري: كان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا ) قال: هذا حين كان يأمره بالعفو عنهم لا يكافئهم، فلما أمر بالجهاد والغلظة عليهم أمر بالشدّة والقتل حتى يتركوا، ونسخ هذا، وهذا الذي قاله ابن زيد أنه كان أمر بالعفو بهذه الآية، ثم نسخ ذلك قول لا وجه له، لأنه لا دلالة على صحة ما قال من بعض الأوجه التي تصحّ منها الدعاوى، وليس في أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الصبر الجميل على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمرا منه له به في بعض الأحوال؛ بل كان ذلك أمرا من الله له به في كل الأحوال، لأنه لم يزل صلى الله عليه وسلم من لدن بعثه الله إلى أن اخترمه في أذى منهم، وهو في كل ذلك صابر على ما يلقى منهم من أذى قبل أن يأذن الله له بحربهم، وبعد إذنه له بذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى