مقالات أول اثنين

كيف تثق بنفسك وتطلق العنان لإمكاناتك؟ (الجزء الأول)


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة “فانيسا فان إدواردز” (Vanessa Van Edwards)، والتي تحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في تعزيز الثقة بالنفس.

مقولته الثمينة هذه تستحق أن تلتزم بها في حياتك إذا كنت ترغب في تحقيق أحلامك وأعلى إمكاناتك؛ إذ يفتقر معظم الناس إلى الثقة بأنفسهم ويلومون أنفسهم باستمرار لأنَّهم لم يفعلوا ما يكفي؛ لذا في هذا المقال، سأوضِّح لك طريقة الوثوق بنفسك، وبناء الثقة في مكان العمل، والاهتمام بعلاقاتك.

من هو الشخص المجتهد الحسَّاس؟

هو شخص حسَّاس جداً وعالي الإنجاز، فهو متحفِّز ويهتمُّ بعمله ويثابر كثيراً لتحقيق النجاح، كما أنَّه يفكِّر ويشعر بكل أمر يحدث بعمق أكبر، ووَفقاً لدراسة أجرتها “جامعة ستوني بروك” (Stony Brook University): إنَّ 20% من الناس قد يكونون بطبيعتهم من النوع المجتهد الحسَّاس.

لكي تعرف إذا أنت شخص مجتهد حسَّاس، إليك 10 جمل لتحدِّد ما إذا كانت تنطبق عليك أم لا:

  1. أنا أختبر العواطف على مستوى عالٍ من العمق والتعقيد.
  2. أنا أمتلك رغبةً قويةً في تجاوز التوقعات في كل جانب من جوانب حياتي، حتى الجوانب التي لا تهمني.
  3. أنا أعدُّ نفسي شخصاً متحفِّزاً وأستمتع بتحفيز نفسي لتحقيق الأهداف.
  4. أنا مهووس بالأهداف.
  5. أنا مدمنٌ على تحقيق الأهداف.
  6. الأهداف هواية.
  7. أنا أتطلَّع إلى المغزى والإنجاز طوال الوقت.
  8. أنا أحتاج إلى التفكير في القرارات قبل أن أتصرَّف.
  9. أنا أمتلك ناقد داخلي لا يتوقف عن العمل.
  10. أنا شخص لطيف ورحيم ومتعاطف مع الآخرين.

كما يمتلك الأشخاص المجتهدون الحسَّاسون مجموعة مختلفة من الاحتياجات عن غيرهم، ويتَّسمون بامتلاكهم:

  1. درجة عالية من اليقظة الذهنية؛ إذ يمكنك غالباً اكتشاف الأنماط أو المشكلات في مكان العمل ومنع حدوث المشكلات المُكلفة.
  2. الإبداع؛ إذ يمكنك ملاحظة الفرص والاستفادة منها.
  3. القدرة على رؤية المشكلة، فالشخص المجتهد الحسَّاس رائع في إعداد قوائم من الأمور الإيجابية والسلبية، ويمكنه التفكير في المشكلات خطوة بخطوة، ولا يتصرف هذا النوع من الأشخاص مباشرةً، بل يفكِّرون قبل ذلك.

لماذا لا أثق بنفسي؟

كنت أتساءل قبل بضع سنوات عن طبيعتي المُقلِقة؛ فبعد التأمُّل الذاتي الصارم وكثير من لحظات البؤس والشفقة على الذات، أدركتُ أنَّه قد يكون من الصعب تجنُّب اكتساب المشاعر السلبية عندما تكون محاطاً بآراء ومطالب الآخرين.

شاهد بالفيديو: 5 علامات تدل على أنك تفتقد الثقة بالنفس

 

إذاً، ما هي الثقة بالنفس بالضبط؟

يبقى الأشخاص الذين يثقون بأنفسهم مُخلصين لقيمهم ومعتقداتهم مهما كان وضعهم، فهم يعرفون أنَّهم قادرون على التغلُّب على العقبات والصعوبات، وعندما تضعهم الحياة في مواقف صعبة، فإنَّهم يرفضون الاستسلام وفقدان الأمل.

يقول العلم إنَّ الثقة بالنفس تمهِّد الطريق للاستقلالية الشخصية واحترام الذات، وأن تكون:

  1. على علم بأفكارك وعواطفك.
  2. لديك الشجاعة للالتزام بقيمك الأساسية وتجاهُل ضغط الأقران.
  3. مُعبِّراً عن نفسك بصدق؛ ما يعني رفض الأمور التي لا تريد القيام بها.
  4. على معرفة متى تعطي الأولوية لصحتك مقابل أي شيء.
  5. واثقاً من أنَّك عندما تضعك الحياة في مواقف صعبة، يمكنك مواجهتها.
  6. ساعياً وراء أحلامك دون السماح للآخرين بأن يقفوا في طريقك.

من ناحية أخرى، إذا كنت لا تثق بنفسك:

  1. ستكون متردِّداً في تحديد أولويات احتياجاتك وسلامتك.
  2. ستواجه صعوبة في التعامل مع نفسك بحب غير مشروط ورحمة.
  3. ستصغي دائماً إلى الأصوات المزعجة الناقدة في رأسك.

من أين يبدأ الشك الذاتي؟

لم نولد جميعاً متشكِّكين؛ إذ يثق معظمنا بقدراته إلى أن تُلقي الحياة عقبات في طريقنا، فيما يأتي بعض الأمثلة عن طريقة فقداننا لثقتنا بأنفسنا:

  1. إذا نشأت وأنت تعلم أنَّ والديك سينقذانك في كل مرة احتجت فيها إلى مساعدة أو واجهت مشكلة، فقد تجد صعوبة في التعامل مع المسؤوليات والثقة في قدراتك بصفتك شخصاً بالغاً.
  2. إذا كنت تنتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة يعتقد أفرادها بأنَّهم الضحية دائماً؛ إذ يخبرك والداك كيف أنَّ النجاح مرتبط بالأثرياء، فلن يكون لديك الشجاعة لامتلاك حلم كبير وتحقيق أمور عظيمة في الحياة.
  3. إذا كنت تُعاقَب باستمرار بسبب التحدث والتعبير عن مشاعرك واحتياجاتك عندما كنت طفلاً، فقد تحمل هذا الخوف والذنب والعار عندما تصبح شخصاً بالغاً.

إذا كان في إمكانك فهم ما تمرُّ به، فقد حان الوقت لاستعادة زمام الأمور في حياتك وتعلُّم طريقة الوثوق بنفسك.

كيف تثق بنفسك مرةً أخرى: بعض الأمور البسيطة لكن الفعَّالة التي تحتاج إلى القيام بها

نمتلك جميعنا أحلاماً وأهدافاً ورغبات في الحياة، لكن لا ينجح كل شخص في تحقيقها؛ إذ يكمن الجزء الصعب في أن تربط بين ما تريده وطريقة الوصول إليه، فعليك تنمية سلوك إيجابي يحفِّزك على العمل، والتمسُّك بمبادئك، ودعم نفسك، ولا تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنك؛ إذ سيتعلَّم الناس أن يثقوا بك ويقدِّروك عندما يلاحظون مدى قوتك وثقتك بنفسك.

الثقة بالنفس هي الحل لتحقيق أهدافك وعيش حياة مليئة بالشغف والهدف والسعادة؛ لذلك، استعد للخوض في عالم لا يوجد فيه مجال للشك الذاتي وانعدام الأمان والاستقرار.

9 استراتيجيات للتخلص من ضعف الثقة بالنفس:

أولاً: حل المشكلات النفسية المرتبطة بالوقت الذي قضيناه في المدرسة

إذا كنت لا ترضى إلَّا بالحصول على علامة ممتازة في امتحاناتك عندما كنت طفلاً في المدرسة، فقد تعاني بعد بلوغك من حالة تسمَّى “المشكلات النفسية المرتبطة بالوقت الذي قضيته في المدرسة” (honor roll hangover)، والتي تتكون من 3 أجزاء:

  1. المثالية، أي أن تكون شديد النقد للذات، وأن تمتلك معايير عاليةً لنفسك، وأن تفكِّر في أنَّ لا شيء تفعله يكون جيداً بما فيه الكفاية.
  2. إرضاء الناس، أي أن تقبل طلبات الناس كثيراً، وتجد صعوبة في الرفض، كما أنَّك تغيِّر آراءك إذا اختلف شخص آخر معك أو حدث خلاف.
  3. الإفراط في العمل، تتحمَّل مسؤولية ليست مسؤولياتك، مثل حل مشكلات الآخرين، أو محاولة التحكُّم برد فعل شخص ما لأمر يخصك.

ستفقد ثقتك بنفسك بسرعة كبيرة؛ لأنَّ هذا الأمر هدف لا يتحقق، إذ:

  1. لا يوجد حدٌّ معيَّن من الأمور التي يمكنك القيام بها لجعل شيء ما “أفضل”.
  2. لن تستطيع إرضاء كل الناس.
  3. لا يوجد حد أقصى من المسؤوليات التي يمكنك تحملها.

إنَّ إدراك هذه الخطوات الثلاث يُعَدُّ بمنزلة تحرُّر مذهل، وبعدها علينا العمل على التخلُّص منها، من خلال الاستراتيجيات الآتية:

  1. السيطرة على السعي إلى بلوغ الكمال.
  2. التوقف عن إرضاء الناس.
  3. تحديد أهداف تستطيع تحقيقها.

ثانياً: تجنُّب الخوف من ضياع الفرصة

هل لديك شعور بعدم الرغبة في رفض أمر ما لأنَّه قد يمثل فرصةً كبيرةً بالنسبة إليك؟ فربما تعتقد أنَّ قول “لا” لمديرك قد يؤدي إلى عدم حصولك على الترقية التي تسعى إليها، فهذا ما يسمَّى “بالخوف من ضياع الفرصة” (FOMO)، ويمكن أن يكون بمنزلة فشل مُدمِّر، لا سيَّما أنَّه يدفعنا إلى بذل مزيد من الجهد.

ما عليك فعله للتخلُّص من هذا الأمر هو أن تسأل نفسك دائماً:

  1. “هل أريد أن أفعل هذا الأمر إذا اضطررت للقيام بذلك غداً؟”.
  2. “هل أريد البقاء وقتاً إضافياً في العمل غداً؟”.
  3. “هل أرغب في حضور حدث سخيف غداً؟”.

إذ يساعد طرح هذه الأسئلة الهامة على نفسك على تحديد نطاق ما تريد فعله حقاً.

ثالثاً: الإنصات لحدسك

يشبه حدسك العضلات، وأولئك الذين يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم، قد أهملوا حدسهم لفترة طويلة، لكنَّ حدسك ليس مجرد صوت في رأسك، وإنَّما يتكوَّن من عدة أصوات مختلفة:

  1. الصوت الناقد الذي يُقلِّل من قيمة جهودك دائماً.
  2. الصوت العنيد الذي لن يدع الفرصة تفوتك.
  3. الصوت المتردِّد الذي يخشى مواجهة التحدي.

لذلك، لاستعادة حدسك والعثور على الصوت المناسب والإصغاء إليه، عليك أن تصغي إلى جميع الأصوات، وعندما يرغب صوت معيَّن في السيطرة، ستتمكَّن من تحديده بالضبط؛ لذا تعلَّم قبول أصواتك الداخلية والتعرف إليها، وستتعلَّم أن تثق بحدسك بدلاً من تجاهل تلك الأصوات.

رابعاً: قاعدة 10-10-10

عندما تجد نفسك تُفرط في التفكير في موقف معيَّن، أو تشعر أنَّك تخشى المخاطرة في أمر ما، اسأل نفسك عمَّا إذا كان الأمر هاماً لـ:

  1. 10 أسابيع.
  2. أو 10 أشهر.
  3. أو 10 سنوات من الآن.

عندما تدرك أنَّ تعليقاً سيئاً تتلقَّاه على مدونتك، أو خطأ ترتكبه في عرض تقديمي لن يكون هاماً ضمن تلك الفترة الزمنية، فستدرك أنَّ هذا الأمر مجرد شكل من أشكال التفكير الزائد.

خامساً: التواصل مع الذات

أعلم أنَّك لا تمتلك كثيراً من وقت الفراغ، وأنَّ لديك الكثير من الأمور للقيام بها، لكن هل يمكنك أن تتوقف للحظة وتتنفس لبعض الوقت؟

دعونا نلقي نظرة على طريقة استخدامنا لوقتنا بالضبط ومقدار انشغالنا بالفعل، فوَفقاً لاستطلاع أجراه “مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة” (US Bureau of Labor Statistics) عن استخدام الوقت، فإنَّ أهم 3 أمور نستخدم فيها وقتنا هي: النوم/ العناية الشخصية، والرفاهية، والعمل.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر 48% فقط من الأمريكيين أنَّهم يمتلكون وقتاً كافياً في يومهم، وذلك وَفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” (Gallup).

فكل يوم، نشعر كأنَّنا آليون نحاول جاهدين تحقيق أكبر عدد ممكن من المهام في قوائم المهام الخاصة بنا إلى أن أصبحنا غير منسجمين مع قلوبنا وعقولنا، فإذا كنت تريد معرفة طريقة الوثوق بنفسك، فعليك أخذ استراحة من حالة الضجيج هذه واكتشاف هدفك الداخلي ومعرفتك وسعادتك.

كل صباح عندما تستيقظ، ابحث عن ركن مريح لطيف واجلس فيه لفترة من الوقت، ثمَّ أغمض عينيك، وخذ أنفاساً عميقةً قليلةً، واسمح لعقلك وروحك بأن يخيِّم عليهما السكون الذي يحيط بك في تلك اللحظة، وركِّز على حالة الهدوء تلك، واشعر بإيقاع قلبك، وتعمَّق في حقيقة من أنت.

شاهد بالفيديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

 

سادساً: كتابة خطابات التقدير

أنصحك بإنشاء قائمة بالصفات الإيجابية التي تتَّسم بها، دون ذكر السلبيات؛ فوَفقاً لدراسة أُجريت على 275,000 شخص، فأن تكون شخصاً إيجابياً يؤدي إلى الحصول على حياة أفضل وأكثر سعادةً عموماً، لذلك تجاهل السلبيات في الوقت الحالي وكن إيجابياً.

ضع قائمة بالأمور التي تحبها في نفسك. مثل:

  1. “أنا أحب شعري”.
  2. “أحب صوتي عندما أغني”.
  3. “أنا سعيد لأنَّ لديَّ سرير للنوم”.

وتخلص من أيِّ فكرة تذكِّرك بنقاط ضعفك أو عيوبك أو إخفاقاتك.

لقد حان الوقت للتركيز على كل الصفات الإيجابية التي لديك، فعندما تشعر بالإحباط أو تجد نفسك تشكِّك في قدراتك، اقرأ الأمور الموجودة في قائمتك بصوت عالٍ.

سابعاً: استخدام نموذج الثقة (TRUST model)

هل تجد صعوبة في أن تكون صادقاً مع نفسك؟ فإذا كنت تتجاهل المعلومات الهامَّة عن نفسك، وتجد أنَّه من السهل أن تكذب على نفسك، أخشى أنَّك تعاني من أدنى مستوى من الثقة بالنفس، وهنا تظهر أهمية نموذج الثقة.

فهو يعمل بطريقة مُذهلة على بناء الثقة بالنفس، كما يساعد على تعزيز تقديرك لذاتك وتحسين مهارات التواصل لديك، ممَّا يجعلك تستعد لمواجهة العالم بتفاؤل وسعادة.

إذاً، كيف يمكنك الاستفادة من نموذج الثقة؟ إليك ما يمثِّله نموذج الثقة وكيف يمكنك وضعه موضع التنفيذ:

1. الشفافية (Transparency):

هذه الخطوة تقتصر على الانفتاح، فلا مزيد من التظاهر بأنَّك شخص آخر، ولا مزيد من الابتعاد عن نفسك الحقيقية، ولا مزيد من التواري عن الأنظار، وذلك من خلال:

  1. البدء بشرح الأسباب وراء ما يحدث، بمعنى آخر، اكتشف كيف تصوِّر نفسك، ولماذا تريد أن تصوِّر نفسك بهذه الطريقة، على سبيل المثال إذا كنت مدرِّساً وتجبر نفسك على التصرُّف بسعادة، هل هذا لأنَّك تريد أن تحقِّق السعادة للأطفال، أم لأنَّ وظيفتك تعتمد على السعادة؟
  2. تبادل المعلومات بدلاً من الاحتفاظ بها لنفسك، يمكن أن يكون هذا الأمر صعباً إذا كنت تميل إلى كبت الأمور، ومع ذلك وجدت دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” (Harvard) أنَّ كبت مشاعرك يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمال الموت المبكر بنسبة 30%.
  3. التركيز على التخلص من المخاوف بدلاً من تعزيزها، لن تكون قادراً على التخلُّص من مخاوفك تماماً، لكن يجب عليك تحديها للتغلُّب عليها، على سبيل المثال يمكنك القفز من طائرة، أو تعلُّم السباحة، أو الصعود على خشبة المسرح والتحدث أمام جمهور حتى لو كانت ساقاك ترتعشان من الخوف، ابنِ تلك الثقة بنفسك وستبدو مخاوفك أصغر مع مرور الوقت.

2. الاحترام (Respect):

يجب أن تتوقف عن الحديث بطريقة سيئة عن نفسك، أو التفكير في أنَّك لست جيداً بما فيه الكفاية، وذلك من خلال:

  • تعزيز الأفكار الإيجابية في عقلك، ولقد تحدثنا بالفعل عن هذا الأمر من قبل، لذا تمسَّك بالأفكار الإيجابية، فمن المفيد مراجعة أفكارك الإيجابية في كل مرة تستيقظ فيها وقبل أن تنام.
  • التخلص من التشاؤم، هل لديك عقل متشائم؟ عليك أن ترى العالم بصفته مكاناً جيداً، فمن المحتمل أنَّك محاط بعدد كبير جداً من الأشخاص السامِّين، فكلما سارعت في الابتعاد عنهم، كان عالمك وثقتك بنفسك أفضل.
  • تجنُّب استخدام الأفعال والألفاظ المؤذية، تجنَّب أن تتحدَّث مع نفسك بطريقة سيئة؛ إذ تُظهِر الدراسات أنَّ ذم النفس يترك انطباعاً سلبياً لديك؛ لذا افعل أفعالاً إيجابية تعزِّز الاحترام، مثل ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وتناول الطعام الصحي.

3. التفهم (Understand):

يتعلَّق هذا الجزء بأن تكون أكثر موضوعيةً وأن تعرف نفسك جيداً:

  • إذا كنت شخصاً يحب الجدال، أو لا تتمتع بمستوى عالٍ من القبول في شخصيتك، فقد تمتلك طباعاً حادةً؛ لذا لا تفترض وحاول دائماً البحث عن الحقيقة، وإلا فلن تكون قادراً على الوثوق بإدارتك العاطفية.
  • محاولة أن تفهم نفسك، تعمَّق في معرفة نفسك حقاً، وماذا تحب وماذا تفعل وأين هو مكانك في هذا العالم؟

4. النجاح المشترك (Shared Success):

لا تسعَ نحو تحقيق النجاح وحدك، إذ تأتي الثقة بالنفس مع وجود دعم اجتماعي قوي:

  1. التعاون بأقصى قدراتك، ابحث عن طرائق للمشاركة والتعاون مع أشخاص آخرين، مثل الانضمام إلى مجموعات تشاركك هواياتك، فلا يجب أن تكون تلك المجموعات من العمل وحده، وإذا كان هناك أشخاص سامين في عملك، فعليك أن تتخلَّص منهم.
  2. تهيئة النجاح لجميع من حولك، لا تكن ذلك الشخص الذي يحاول دائماً التفوق على الآخرين؛ إذ يمكنك تهيئة حالات تحقق النجاح لجميع من حولك من خلال مدح الآخرين على جهودهم ومشاركة النجاح معهم.

5. اختبار الافتراضات (Test Assumptions):

تساءل عن واقعك وافتراضاتك، ولا تجعل نفسك تشعر بأنَّك محاصر وغير قادر على التصرف:

  1. تجنَّب اختلاق الأمور، هل أنت شخص مريض بالكذب؟ إذا كنت تكذب على الآخرين أو حتى على نفسك، تولَّ زمام الأمور وابدأ في قول الحقيقة.
  2. سُدَّ الثغرة بين الافتراضات والواقع، راقب أفكارك واسأل نفسك: “لماذا أمتلك مثل هذه الأفكار؟”.

ثامناً: تحديد أهداف ذكية

ما هو الفرق بين الشخص الطموح والشخص الطموح أكثر من اللازم؟ يمكن أن يكون ذلك هو الفرق بين الثقة أو عدم الثقة بنفسك؛ إذ:

  1. بدلاً من السعي إلى جني 200 ألف دولار سنوياً، حاول أن تضع هدفاً لجني 75 ألف دولار أولاً.
  2. بدلاً من محاولة إنجاز مشروع ما في يومين، امنح نفسك أسبوعاً لإنجازه.

فيجب عليك أن تسعى نحو أهدافك بصورة واقعية؛ إذ إنَّ لتحديد أهداف عادية عدة فوائد، فإذا كان أداؤك أفضل ممَّا كنت تتوقع، ستشعر بالإنجاز وستكون متحمِّساً للعمل بجدية أكبر، ومن ناحية أخرى عندما لا تحقق أهدافك الكبيرة، فإنَّك تشعر بالفشل، وهذا الأمر في النهاية سيضرُّ بثقتك بنفسك.

إذا كان لديك هدف كبير، ففكِّر في تقسيمه إلى مراحل؛ إذ ستكتسب الثقة، وتتعلَّم أن تثق بنفسك عندما تحقق الأهداف الصغيرة، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال تحديد أهداف ذكية، بحيث تكون محددة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها وواقعية.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح مؤثرة لتعزيز الثقة بالنفس

 

تاسعاً: التحدث بثقة

تخيَّل أنَّ زميلك في العمل متأخر في مشروعه وأنَّك تحتاج إليه في أسرع وقت ممكن، ماذا ستقول في هذه الحالة؟

  1. المعذرة، ألم تنتهِ من إنجاز المشروع بعد؟
  2. أخبرني متى يمكنك أن تنتهي من هذا المشروع وتسليمي إياه في أسرع وقت ممكن؟

إذ تحدِّد الطريقة التي تتحدث بها مع الآخرين الاحترام الذي ستحصل عليه؛ لذلك حاول استبدال العبارات غير الواثقة بعبارات قوية، كأن تسأل نفسك: “ما هي المواقف التي يمكنني فيها استخدام لغة بنَّاءة أكثر، وفي أي مواقف يمكنني الدفاع عن نفسي؟”.

الخلاصة:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن الشخص المجتهد الحسَّاس، وكيف تكون الثقة بالنفس، ومن أين يبدأ الشك بالذات، ثمَّ بدأنا بالحديث عن بعض الأمور التي يجب أن تقوم بها لتستعيد ثقتك بنفسك، وذكرنا في هذا الجزء 9 أمور، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني من المقال عن بقية الأمور؛ لذا تابعوا معنا.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى