سره الباتع.. السلطان حامد يأخذ ثأر صابر.. متى عرف المصريون ظاهرة “الثأر”
ثقافة أول اثنين:
اختلف المؤرخون حول موطن نشأة وانتشار ظاهرة الثأر التى تنتشر فى بعض البلدان العربية، مثل مصر واليمن، فمنهم من أرجعها إلى العصر الفرعوني، ومنهم من أعادها إلى موسم الهجرة العربية إلى مصر والتى جرت فى أعقاب الفتح الإسلامي، واعتمد المؤرخون الذين أرجعوا ظاهرة الثأر إلى عصور الفراعنة فى تأكيد ذلك على أسطورة إيزيس وأوزوريس، وكيف دفعت إيزيس ابنها حورس للأخذ بثأر أبيه من عمه.
ويرجح الباحث فى التراث الشعبى، محمد شحاتة العمدة، أن بداية ظهور الثأر مع دخول القبائل العربية وقت الفتح الإسلامى إلى مصر، لكن العمدة، وهو صعيدى المنشأ، أرجع العادة لمصر الفرعونية وأسطورة إيزيس وأوزوريس، والتى حدث خلالها نزاع بين أوزوريس وأخوه ست الذى قطعه إلى أجزاء، قيل إنها انتشرت فى كل أنحاء مصر، فجمعتها زوجته إيزيس، وعندما عادت له الحياة أنجبت منه حورس، وبعدها عرفته على قاتل أبيه، وبدأت رحلته لأخذ الثأر من عمه ست، وبعد نزاعات بينهما تم الصلح.
وأرجع البعض بداية الثأر فى الصعيد، حينما توافدت القبائل العربية أثناء الفتح الإسلامى لمصر من شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب العربي، ومنها قبائل قنا من العرب والأشراف والهوارة، ونقلت معها هذا الموروث من أيام الجاهلية بجميع معتقداته، وتدين ثقافة الثأر بالكثير لهذه الحكايات المجهولة بالمعنى الواسع لمفهوم الحكاية، إلا أن ثقافة الثأر ترتكز أيضاً على تراث عام له بعده التاريخى الممتد فى القدم، وله حياته الفعالة لا فى مجتمع الصعيد المصرى وحده، بل فى الثقافة العربية بشكل عام، فلقد لعبت الموروثات الشعبية دوراً فى ترسيخ عادة “أخذ الثأر”، خصوصًا فى المناطق التى تعج بالصراعات والعصبيات القبلية.