اخبار وثقافة

قرأت لك.. بيكاسو الأجنبى.. كتاب عن مسيرة الفنان العالمى فى فرنسا

ثقافة أول اثنين:


إذا كان هناك ثابت واحد في حياة وفن بابلو بيكاسو (1881-1973) فهو فرنسا فبعد وصوله إلى باريس في سن المراهقة عام 1900 عاش في البلاد بشكل شبه مستمر لأكثر من سبعة عقود معاصرا حربين عالميتين وثلاث جمهوريات فرنسية مختلفة وبالطبع ، كانت خلفيته الإسبانية ضرورية لعبقريته لكن في فرنسا كان هو الذي ابتكر هذه الأعمال الفنية الرائدة، وكان قائد الطليعة الفرنسية هو الذي أصبح أشهر فنان في العالم الحديث.


إذن كيف كان أنه لم يصبح مواطنًا فرنسيًا بعد كل تلك السنوات وعلى الرغم من مكانته؟ هذا ما تركز عليه آنى كوهين سولال فى كتابها الذى يعتبر من أحدث الكتب عن الفنان الإسباني العالمي بابلو بيكاسو؟.


لعقود بعد وفاته، كان يُفترض أنه يفضل وضعه كمغترب، ولكن في عام 2003 ، نشر مؤرخا الفن بيير دايكس وأرماند إسرائيل محتويات مذهلة تتعلق بملف بيكاسو غير المعروف عن علاقته بالشرطة الفرنسية حيث قامت السلطات الفرنسية بمراقبة الفنان في بداية مسيرته المهنية باعتباره فوضويًا مشتبه به لكن هذا لم يكن كل شيء ففي ربيع عام 1940 ، في ذروة شهرته رفضوا أيضًا طلبه للحصول على الجنسية بل قضى مسؤول في الشرطة بأن بيكاسو “غير مؤهل للحصول على الجنسية” فمات أكثر فناني القرن العشرين نفوذاً في فرنسا بعد كل السنوات التى عاشها فى باريس وهو يحمل الجنسية الأسبانية.


بالنسبة إلى آني كوهين سولال وهى مؤرخة ثقافية فرنسية كتبت كثيرًا عن عالم الفن توفر هذه الحقائق الغريبة نقطة البداية لتفسير جديد لحياة بيكاسو وفي كتاب “بيكاسو الأجنبي: فنان في فرنسا ، 1900-1973” ، ترجمه سام تايلور ، تتبع سيرة ذاتية مألوفة: بداياته في باريس والثورة التكعيبية والحرب العالمية الأولى وسنوات ما بين الحربين العالميتين، وتجربته في ظل حكم نظام فيشي، وشخصيته بعد الحرب العالمية الثانية، وسنواته الأخيرة في جنوب فرنسا.


لكن كوهين سولال لا تهتم بشكل أساسي بالدراما التي تتكشف حول فن بيكاسو، وابتكاراته الفنية وعشاقه، وبدلاً من ذلك فإنها تستهدف البلد المتبني لبيكاسو وما تعتبره اخفاقًا منهجيًا في احتضانه.


 


تركز الكاتبة على “بيكاسو الأجنبي” أى خلفيته المهاجرة مستعرضة كيف تم رفض وتهميش بيكاسو باستمرار من قبل المؤسسة الفرنسية فى بدايات تواجده فى باريس .


كما تكشف في روايتها المغايرة مفاجآت منها أن المتاحف الفرنسية تجنبت عرض أعمال بيكاسو على الرغم من شهرته الكاسحة حتى وقت متأخر بشكل مذهل، بينما بذل المسؤولون الفرنسيون والنقاد الفرنسيون والبيروقراطيون الفرنسيون قصارى جهدهم لتهميشه أو تشويه سمعته أو استبعاده من القصة الوطنية تمامًا.


وعلى حد تعبير كوهين سولال فإن معاملة فرنسا لبيكاسو يمكن وصفها بأنها “فضيحة تتعلق بأعظم فنان في عصره وصم واستهدف لأنه أجنبي”.


يذكر أن آني كوهين سولال مؤرخة وكاتبة فرنسية يبحث عملها في التفاعلات بين الفن والأدب والمجتمع، بما في ذلك التداخل بين الثقافات بعد سارتر وقد أصابت نجاحًا دوليًا ، وكانت المستشارة الثقافية الفرنسية في الولايات المتحدة من 1989 إلى 1992.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى