رمضان زمان.. مآدب فى قصور الخلفاء الفاطميين
ثقافة أول اثنين:
حكم الفاطميون مصر على مدى أكثر من قرنين من عام 969 إلى 1171 لكن فترة حكم الفاطميين مصر، وقد كانت للخلافة الفاطمية سماتها الخاصة فيما يخص المأكل والمشرب والتسميات وكذلك شهر رمضان .
ويذكر المؤرخ المعروف تقى الدين المقريزى ما كان من أمر الخلفاء الفاطميين فى شهر رمضان خصوصا فيما يتعلق بالسماط والسماط هو المادة التى يوضع عليها الطعام أو المأدبة، وقد كان الفاطميون أهل مآدب وولائم ومنها الكثير فى شهر رمضان.
وأورد المقريزى فى كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار قول ابن الطوير عن مآدب رمضان فى قصور الخلفاء: فإذا كان اليوم الرابع من شهر رمضان، رتب عمل السماط كل ليلة بالقاعة بالقصر إلى السادس والعشرين منه، ويستدعى له: قاضى القضاة ليالى الجمع توقيرا له، فأما الأمراء، ففى كل ليلة منهم قوم بالنوبة، ولا يحرمونهم الإفطار مع أولادهم، وأهاليهم، ويكون حضورهم بمسطور يخرج إلى صاحب الباب، فيعرف صاحب كل نوبة ليلته، فلا يتأخر ويحضر الوزير، فيجلس صدره، فإن تأخر كان ولده أو أخوه، وإن لم يحضر أحد من قبله كان صاحب الباب، ويهتم فيه اهتماما عظيما تاما بحيث لا يفوته شيء من أصناف المأكولات الفائقة، والأغذية الرائقة، وهو مبسوط فى طول القاعة، مادّ من الرواق إلى ثلثى القاعة المذكورة، والفرّاشون قيام لخدمة الحاضرين، وحواشى الأستاذين يحضرون الماء المبخر فى كيزان الخزف برسم الحاضرين، ويكون انفصالهم العشاء الآخرة، فيعمهم ذلك، ويصل منه شيء إلى أهل القاهرة من بعض الناس لبعض، ويأخذ الرجل الواحد ما يكفى جماعة، فإذا حضر الوزير أخرج إليه مما هو بحضرة الخليفة، وكانت يده فيه تشريفا له، وتطييبا لنفسه، وربما حمل لسحوره من خاص ما يعين لسحور الخليفة نصيب وافر، ثم يتفرّق الناس إلى أماكنهم بعد العشاء الآخرة بساعة أو ساعتين، قال: ومبلغ ما ينفق فى شهر رمضان لسماطه مدّة سبعة وعشرين يوما ثلاثة آلاف دينار”.