التاريخ المصرى القديم.. لقب أحبه وتمسك به الملك آى وعجز العلماء عن تفسيره
ثقافة أول اثنين:
التاريخ المصرى القديم ملىء بالحكايات والأسرار التى لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة، والتى يتم العثور عليها بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التى تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
ومما لا نزاع فيه أنه كان يخجل من إثبات ألقابه الحربية على الآثار عندما انخرط في سلك الإدارة الحكومية؛ يدل على ذلك أنه لم يذكر لنا رتبه الحربية في مقبرته “بتل العمارنة”، هذا إلى ما وصلت إليه زوجته “تي” من النفوذ والرابطة القوية في البلاط إلى نيل لقب آخر وهو لقب “والد الإله”، والظاهر أن هذا اللقب كان من الأهمية بمكان في عين “آي”، حتى إنه ضمه إلى اسمه في طغرائه عندما اعتلى عرش الملك، غير أن علماء الآثار لا يزالون عاجزين عن تفسير معنى هذا اللقب أو معرفة كنه هذه الوظيفة ومنشئها.
فيرى بورخارت أن هذا اللقب يعني «صهر الملك» أي والد زوجته؛ وذلك لأن صهر الملك «أمنحتب الثالث» المسمى «يويا» يحمل هذا اللقب، غير أنه إذا صح القول بأن «نفرتيتي» كانت بنت «يويا» و«تي» فإن ذلك لا ينطبق على «آي» و«تي»؛ لأن «تي» هذه لم تكن أم «نفرتيتي» إلا من الرضاعة.
ولذلك عندما تناول الأستاذ «إدوارد مير» هذا الموضوع في تاريخه، قال إن هذا اللقب في هذه الحالة يُنسب إلى الرضاعة لم يحل المشكلة؛ لأننا لم نصادف إلى الآن في النقوش المصرية أن زوج مرضعة الملك يحمل لقبًا كهذا. على أننا من جهة أخرى يمكننا أن نقول بتحفظ إن هذا اللقب يعني أن «آي» كان والد امرأة ثانية للفرعون، لم تكن من نساء البلاط؛ أي من الوصيفات، وعلى هذا الزعم يحتمل أن «آي» كان له بنت في القصر الملكي، غير أننا بكل أسف لا نعرف له ابنة قط. على أن هذا اللقب «والد الإله» ليس في نظرنا من الألقاب الطنانة الجوفاء التي كانت تُمنح في كل عصور التاريخ المصري مثل لقب «حات عا» أي الأمير الوراثي أو «سمروعتي» أي السمير الوحيد، بل كانت له قيمة ذات وزن في ألقاب الدولة؛ ولا أدل على ذلك من أن «آي» عندما تولى العرش وأصبح ملكًا فعليًّا على البلاد وضع هذا اللقب في طغرائه الملكي، هكذا: والد الملك «آي».. وسوف نستكمل حكاية الملك خلال الموضوع التالى والذى سوف ننشره تباعا.