رئيس معهد الشارقة للتراث: نحافظ على تراثنا بعقلية حديثة والقوة الناعمة تأثيرها لا يزول
ثقافة أول اثنين:
فى البداية تحدث الدكتور عبد العزيز المسلم عن هذه الدورة الجديدة من “أيام الشارقة تراثية، وقال إنها مميزة، لأننا بلغنا الدورة العشرين، وأتذكر في الدورة الأولى كيف كانت بسيطة ومتواضعة، وكانت المشاركات محلية وخليجية فقط، والآن لدينا 42 دولة، ومع ذلك أراها قليلة، لكننا نتعافى بعد الكورونا وسنزيد عدد الدول المشاركة فى السنوات المقبلة.
عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث
وأضاف الدكتور عبد العزيز المسلم، الأيام هذه الدورة تأتى تحت شعار “التراث والإبداع”، والقصد منها دمج جيل الشباب أكثر من خلال تفكيرهم هم وليس فرض أفكار عليهم، مثلاً يشارك معنا شباب من كلية الفنون الجميلة من خلال تصميم أقمشة عليها زخارف مستلهمة من التراث لكن بحداثة أكثر، وبعض الشابات يشاركن بمشاريع خاصة بتطوير الحلى الذهبية والفضية، من خلال موتيفات التراث، ويقدمن ماركات حديثة لكنها مستلهمة من التراث، وحتى الدول التى استضفناها مثل المجر قدمت تراثها الشعبي كما قدم أحد معارضها هدايا الملوك من “الفازات” لكن بطريقة حديثة.
وتابع الدكتور عبد العزيز المسلم، نحاول فى هذه الدورة أن نمزج القديم بالحديث، لكن برؤية حديثة، وليس برؤية قديمة، دون أن نتخلى عن الأصالة، مثل صناعة “التلي” وقد سجلنا “التلي” باليونسكو، وللعلم فقد سجلنا 14 عنصرا تراثيا غير مادى فى اليونسكو بهذا فإن الإمارات هي الأكثر عربيا في تسجيل العناصر غير المادية.
وعن تأثير أيام الشارقة التراثية في المجتمع الإماراتي، قال الدكتور عبد العزيز المسلم، لنا تأثير كبير ليس فقط على مجتمع الشارقة المحلى، لكن على مجتمع الإمارات كله، فتأثرا بهذا المهرجان ظهرت مهرجانات أخرى، وهذا أمر جيد، ونحن نحاول أن نشارك الأسر المنتجة، وبعض ممن شاركوا معنا فى البدايات صار الآن لديهم مشاريعهم الخاصة، والبعض يمتلك مصانع، من ذلك أحد الشباب من عجمان الآن لديه واحد من أكبر مصانع “السفن الخشبية التراثية” وعندما يبيعها يقول لصاحبها هذه ليست سفينة زينة اذهب وضعها فى البحر إذا غرقت أرجعها لي”، وأن كثيرا من تعاملوا معنا أطفال كبروا الآن ومن كانوا صغارا صاروا يملكون مشاريع، وصاروا يزودون الفنادق والمؤسسات السياحية، بالتالى ليالى الشارقة للتراث لها فضل كبير، وهى ضمن مشروع كبير جدا اسمه “معهد الشارقة للتراث” فيه أكثر من 1000 موضف وتوجد فروع كثيرة فى الإمارات وفى خارج الإمارات، كما نؤهل باحثين فى التراث والمتاحف، فنحن مسئولون عن تأثيث متاحف التراث، وفتحنا سوقا للمقتنيات التراثية والحرفيين، وحتى بعد انتهاء فعاليات الآيام، هناك مشاريع كبيرة، مثل الأكل والطبخ، وهناك 85 مشروعا تقدمت لنا إضافة لحارة الخبازين، وحتى الجاليات العربية تشارك معنا، سواء أكل مصرى أو شامى أو غيره، إذًا التأثير كبير وله مردود اقتصادى وسياسي.
وعن تأثير “معهد الشارقة للتراث” خارج دولة الإمارات قال الدكتور عبد العزيز المسلم، لدينا مكتب في المملكة المغربية “معهد علوم التراث”، ونرعى الكثير من الفعاليات هناك، وفى مصر لدينا اتفاقيات، مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ونطبع بعض الكتب فى مصر، ونشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقبل أسبوع فقط كنت فى القاهرة، فقد رعينا أول دورة فى مهرجان التراث العربى فى الجامعة العربية، وسيكون العام القبل فى الشارقة، وسندعم بعض الدول، لإقامة المهرجان هناك أيضا، وفيما يتعلق بالنشر فإننا ننشر فى السنة 100 كتاب، 20% من الكتب من الإمارات و80 فى المائة من الكتب من الدول العربية جميعها، ونساعد الباحثين على النشر فى مجالات مثل الموروث وهى مجلة محكمة.
وعن مدرسة الشارقة الدولية للحكاية وفنون الحكى التي أنشأتها الشارقة، قال الدكتور عبد العزيز المسلم، نحن نريد أن نعيد دور “الراوي” ولدينا فى شهر سبتمبر من كل عام “ملتقى الراوى” وهو ملتقى عمره 22 عاما، ونحن نريد أن نعيد الراوى فى العالم العربى فكما نعرف هناك ما يسمى العلاج بالحكاية، ونحن نتواصل مع العديد من الدول الأجنبية، نستضيفهم في تدرب الشباب، ونحن لا نريد من الراوي أن يرتدى ملابس قديمة وغير ذلك، بل يظل على حاله، لكن المهم أن تكون هناك حكايات وتراث، وأدوات أصيلة للتراث العربي، والمدرسة بها دورات تدريبة للأطفال وللكبار وكل عام ندعو من العالم محترفين من العرب وأوروبا، كما نقدم فى معهد الشارقة للتراث دبلوم 3 شهور يهتم بجمع وتدوين التراث الشعبى وإدارة التراث، والمهم أن أكون أصيل من الداخل، لا نعتمد على الكراكتر لكن المقصود هو الغنى الداخل،ى فالمضمون وهو الأهم، والتراث يأتى دائما رافعا رأسه، وبه عز، ولدينا أيضا جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، تمنح كل سنة فى 3 فئات أفضل بحوث، افضل ممارسات، والكنوز البشرية، والجائزة فيها جزء إماراتى وجزء عربى وجزء عالمي، وكل ذلك جزء من مشروع الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة.
وتابع الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، جزء من برنامجنا هو التعاون مع هيئة الشارقة الصحية، ولدينا موسمان نتفق مع بعض الرواة، سواء عرب أو أحانب، ولدينا دورة الحكايات وفيها نذهب إلى المستشفيات خاصة الأطفال أو الكبار فى السن، ويبدأون في قراءة الحكايات، وقد جاءت النتائج طيبة.
وفيما يتعلق فى أيهما أفضل فى حفظ التراث هل المعايشة أم الرقمنة، أجاب عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن المعهد يهتم بالطريقتين، فنرمم القرى القديمة والمساجد القديمة، والناس يفضلون الأماكن القديمة فيذهبون إليها، ونعمل على الواقع المعزز ولدينا فريق يذهبون للمدارس والطفل يشاهد الحكاية ويتدخل ليغير نهايتها، ولدينا المتحف الافتراضى بكل محتوياته، كما نسعى لتحويل التراث لتطبيقات مثل الألعاب.
أما الخصوصية التى تمييز أيام التراث عن باقية الفعاليات، فأشار الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، يقوم عليها فريق من المختصين، جميعنا نجتمع ونضع خططًا، كما أن المصداقية ضرورية فالجميع يعمل.
وعن المشاركة المصرية في أيام الشارقة التراثية، أفاد الدكتور عبد العزيز المسلم، المشاركة المصرية تكون كل سنة من خلال الفرق والمهن والحرف، كما أننا نستدعى عميد معهد الفنون الشعبية كل عام من أيام الدكتور أحمد مرسى ومرورا بالدكتور سميح شعلان وعددا من الأساتذة، ولدينا أكثر من مشاركة فى الجانب الفكرى والأكاديمى، ولدينا طلاب من دول عدة منها مصر، فالقوة الناعمة والسياسة الناعمة مؤثرة، وتكون أكثر تأثيرا على الأجيال الجديدة، فالثقافة نتيجتها لا تظهر سريعا، لكنها تظهر فى المستقبل لكن تأُثيرها يكون أكثر حضورا.