اخبار وثقافة

يوم الشهيد.. كيف رد سقنن رع على ملك الهكسوس والأشعة تكشف أسرار استشهاده؟

ثقافة أول اثنين:

 تحتفل مصر فى 9 مارس من كل عام بـ”يوم الشهيد” تخليدًا للشهداء ممن ضحوا بأرواحهم للحفاظ على تراب هذا الوطن، فيأتي هذا اليوم ليؤكد على قيمة الوطن وفكرة العطاء والتضحية في سبيله،  ومن أشهر الحكايات هى حكاية أشهر شهداء مصر القديمة هو الملك سقنن رع.


 


بدأ حكام مصر فى الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك الجنوبى سقنن رع تاعا الثانى فى مقاومة احتلال الهكسوس خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق فى صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتى تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية فى محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة الفنتين فى أسوان، فبدأ حكام طيبة يشعرون بالقوة، وأخذوا يتحالفون مع جيرانهم من أمراء مصر فى الشمال والجنوب، وكتبوا أسماءهم فى خراطيش تسبقها الألقاب الملكية نكاية فى الهكسوس وللتعبير عن ذاتهم المصرية فى مواجهة المحتل الغاشم.


 


ويقول  كتاب “الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون”، للدكتور حسين عبد البصير، تظهر هذه القصة ملك الهكسوس أبوفيس وهو يحاول البحث عن مبرر كى يشتبك مع حاكم طيبة سقنن رع فنراه يرسل إليه برسالة غريبة يشكو فيها من أصوات أفراس النهر التى تسبح فى البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون فى منطقة طيبة التى تزعج ملك الهكسوس وتمنعه من النوم فى عاصمته البعيدة أواريس التى تقع فى دلتا النيل وتبعد مئات الكليومترات عن طيبة! وفى ذلك إشارة رمزية إلى معرفة الهكسوس بالاستعدادات التى يقوم بها حاكم طيبة لطرد الهكسوس، ورد عليه الملك البطل سقنن رع ردًا ذكيًا يظهر رغبته فى السلام، كما أكرم الوفد الهكسوسى بعد أن أشار عليه رجال بلاطه بذلك.


 

وعن سبب موت سقنن رع، ففى  عام 2021، أقدم الدكتور زاهى حواس عالم الآثار الكبير على خطوة ضمن المشروع القومى العالمى لمعرفة هوية المومياوات الفرعونية فى مقابر الأقصر وحول مصر، وذلك بإجراء أشعة مقطعية على مومياء لشاب فرعونى صغير تعود لآلاف السنين، والتى كانت متواجدة داخل مقبرة الملك أمنحتب الثانى بوادى الملوك.


 


وكشفت الفحوصات التى أجريت على الملك سقنن رع كانت بالأشعة المقطعية والتى أجراها الدكتور زاهى حواس عالم الآثار والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، حيث ساعدت التكنولوجيا الطبية الحديثة فى سرد قصة ملك فى مصر القديمة مات فى سبيل إعادة توحيد مصر فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وذلك فى البحث الذى نشر اليوم 17 فبراير فى مجلة Frontiers in Medicine.


وقالت الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الأشعة المقطعية لمومياء الملك سقنن رع كشفت عن تعرضه لضربات فى الرأس والوجه وإصابته بجروح قاتلة، مضيفة أن كتب التاريخ لم تذكر ملابسات وأسباب وفاة الملك سقنن رع وأن الأشعة العادية التى أجريت على المومياء كشفت عن إصابة الملك بجروح فى الرأس فقط، لافتة إلى دراسة أسلحة الهكسوس والموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير ومقارنتها بآثار الجروح فى وجه الملك سقنن رع.


 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى