حفل توقيع ومناقشة رواية “أنت تشرق.. أنت تضيء” لرشا عدلى .. الثلاثاء
ثقافة أول اثنين:
فى رواية “أنت تشرق.. أنت تضيء” لا ترتبط الشخصيات بالماضي فقط بل بالحاضر أيضا فيتحول البحث في تاريخ مصر القديم، واستعادة ذاكرتها، والسعي إلى البوح بأسرار أماكنها، وملامسة آثارها، وإقامة حوار مع مومياواتها؛ إلى محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية للفن الروائي، فرصة للتأمل في مسارات تاريخية اكتنفها الغموض وجاء الوقت لاكتشافها، بل استنطاقها.
وتستوحى رشا عدلى من سحر الفيوم وفنون العمارة فيها وآثارها الضاربة في عمق التاريخ، ومن حضارة روما ومتاحفها العريقة ملامح المشهد السردي، وأبعاده، ووظيفته الأيديولوجية، من خلال حكايتين اثنتين أساسيتين تسردهما الرواية وتقارن بينهما. الحكاية الأولى تعود إلى القرن الأول بعد الميلاد، والثانية إلى أواخر القرن العشرين وصولاً إلى القرن الواحد والعشرين. وعلى هذا التباعد في الزمن الروائي فإن ثمة تقاطعاً في الأمكنة الروائية. ذلك أن شخصيات الحكايتين قد تجوب الأماكن عينها، وقد تشترك في طريقة التفاعل مع الأماكن ومواجهة العقبات التي تضعها الحياة في طريقها.
حصلت الترجمة الإنجليزية لرواية «شغف» على جائزة بانيبال الدولية 2022، ووصلت للقائمة الطويلة لجائزة دبلن الدولية للأدب 2022. تهتم في رواياتها بالجمع بين الأدب والتاريخ والفن التشكيلي، وتمزج بين هذه الأجناس التعبيرية في سياق أدبي مميز ومختلف، يقوم أسلوبها في الغالب على رحلة ذهاب وعودة بين فترتيْن تاريخيتيْن بشكل تتفاعل فيه أحداث تاريخية مع أحداث الحاضر؛ بحيث تبدو كل الأحداث في النهاية كخيط ممتد من زمن إلى آخر، وهي تسعى بذلك إلى تقديم قراءة (روائية تخيلية) تتضمن دعوة لإعادة النظر في الكثير من المسلمات المثبتة في الكتب وفي أذهان الأجيال الحالية، بينما انتهت صلاحيتها على الشكل الذي وصلت عليه حاضرًا، مع نهاية المرحلة التي أفرزتها.