أبناء التبنى فى الحضارة الرومانية.. كيف أصبحوا حكام روما القديمة؟
ثقافة أول اثنين:
التبنى فى روما أعتبر تبنى الأولاد إجراءً شائعًا فى روما القديمة، لا سيما فى الطبقة العليا فى مجلس الشيوخ، بسبب الحاجة إلى الوريث الذكر ووجود قواعد تشترط بشدة وجود ابن واحد على الأقل، ولذلك ساعد التبنى على تقوية الروابط بين العائلات، وبالتالى دعم وتعزيز التحالفات، واشتراط وجود ذكر للتبني ادى إلى أن تبني الفتيات كان أقل شيوعا.
وولد الإمبراطور ماركوس أوريليوس أنطونيوس أوغسطس عام 121م لأسرة أرستقراطية؛ ما سمح له بالتدرج فى العمل السياسى حتى استطاع أن يكون عضوا فى مجلس السناتو، ولذكائه وحسن خلقه تبناه الإمبراطور “أنطونيوس بيوس”، ثم زوجه من ابنته “فاوستينا”، ثم أعلنه مع أخيه “لوسيوس فيروس” وليا للعهد، واستمرا يحكمان الإمبراطورية الرومانية معا خلال الفترة من 161–167م؛ حيث توفي أخوه ليتولّى ماركوس أوريليوس الحكم وحده.
وليس من الواضح ما الذى دفعه لاتخاذ هذا القرار، بيد أنه وعلى الأرجح يريد وضع ماركوس – الذي كان صغيراً حينئذ – على سلم العرش، أخذ كوماندوس اسم لوسيوس أيليوس سيزر بعد تبنيه، وكانت صحته سيئة للغاية؛ حيث أنه، وخلال حفل مراسم تنصيبه كخليفة للعرش لم يستطع حمل درعاً كبيراً بمفرده، وبعد مرابطة قصيرة لأيليوس على جبهة الدانوب، عاد إلى روما ليُلقي خطبة في مجلس الشيوخ الروماني في أول يوم في 138م، ولكن في ليلة ما قبل الخطبة اشتد به مرضه، وتوفي على أثر نزيف حل به.
وبموت الإمبرطور ماركوس أوريليوس في عام 180م انتهى عهد ما يُعرف بباكس رومانا، والذي تلاه اضطرابات متزايدة في الغرب مَهدت لبداية سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية.