ذكرى رحيل الحسن بن الهيثم.. تعرف على أبرز إنجازات مؤسس علم البصريات
ثقافة أول اثنين:
وجاء في كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي على لسان ابن الهيثم: “لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان”، فوصل قوله هذا إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي دعاه إلى مصر لتنظيم فيضانات النيل، وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع، وهي مهمة التي تطلبت حينئذ بناء سد في الموقع الحالي لسد أسوان، وبعد أن تفقد الموقع أدرك عدم جدوى هذا المشروع لضعف الإمكانات المتاحة في ذاك الوقت، وخوفًا من غضب الخليفة، ادعى الجنون، فاحتجز بمنزله من عام 401 هجرية الموافقة 1011 ميلادية حتى وفاة الحاكم بأمر الله وخلال تلك الفترة، كتب كتابه الأشهر المناظر.
كان لابن الهيثم إسهامات جليلة في مجال البصريات والفيزياء والتجارب العلمية، كما كانت مساهماته في علوم الفيزياء بصفة عامة وعلم البصريات خاصة، محل تقدير وأساس لبداية حقبة جديدة في مجال أبحاث البصريات نظريا وعمليا.
تركزت أبحاثه في البصريات على دراسة النظم البصرية باستخدام المرايا وخاصة على المرايا الكروية والمقعرة والزيغ الكروي، كما أثبت أن النسبة بين زاوية السقوط وزاوية الانكسار ليست متساوية، كما قدم عددًا من الأبحاث حول قوى تكبير العدسات.
وقد كتب إتش جيه جيه وينتر، وهو مؤرخ بريطاني في مجال لعلوم، عن أهمية ابن الهيثم في تاريخ الفيزياء:”بعد وفاة أرخميدس، لم يظهر أي فيزيائي عظيم حتى ابن الهيثم، وإذا ما قصرنا اهتمامنا فقط على تاريخ الفيزياء، فهناك فترة طويلة تمتد لأكثر من ألفٍ ومئتي عام ممهد خلالها العصر الذهبي لليونان الطريق لعصر المدرسة الإسلامية، وللروح التجريبية لنبل فيزيائي من العصور القديمة ظهرت مجدداً في العالم العربي من قلب مدينة البصرة.