القِبلة والتحول عن بيت المقدس
تاريخ الإضافة: 6/3/2023 ميلادي – 13/8/1444 هجري
الزيارات: 43
القِبلة والتحول عن بيت المقدس
توحيدًا لقلوب المؤمنين واتجاههم، أقام الله لهم قِبلة يتجهون إليها، وهي – منذ عهد إبراهيم – الكعبة التي بناها بأمر الله، ثم أضحت بيت المقدس في عهد أنبياء بني إسرائيل، واتَّجه النصارى في قبلتهم إلى المشرق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يجمع في صلاته بين الاتجاه إلى الكعبة وبيت المقدس؛ حيث كان يصلي ما بين الركن اليماني والحجَر الأسود، ولما هاجر إلى المدينة لم يعُد بالإمكان جمع القبلتين معًا، فاتجه إلى بيت المقدس وهو في شوق إلى الكعبة والاتجاه إليها في صلاته، وهي أدعى إلى جمع العرب؛ حيث لها المكانة والتقديس وهم في جاهليتهم، وقد بيَّن الله تعالى حالة هذا الشوق عند نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144]، فكان الأمر بتحويل القِبلة في شعبان من السنة الثانية للهجرة؛ أي: بعد ثمانية عشر شهرًا من مَقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.