أوانى زجاجية استخدمت لحفظ مواد التجميل يعاد عرضها بمتحف التحرير
ثقافة أول اثنين:
المتحف المصرى هو أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، ويعرض المتحف مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، ومن بين القطع التى تعرض بالمتحف الأوانى الزجاجية، والتى تم إعادة عرضها مرة أخرى ضمن أعمال تطوير المتحف التى تم افتتاحها مؤخرًا.
الأوانى الزجاجية يتم عرضها فى فتارين العرض ضمن أعمال قسم العصرين اليونانى الرومانى بالمتحف (حوالي 332 ق.م. – 364 م)، وقد تم استخدام هذا النوع من الأواني لحفظ مواد التجميل، الزيوت، العطور، الألوان، والدواء.
تاريخ المتحف المصرى بالتحرير
بدأت قصة تأسيس المتحف مع الاهتمام العالمى الكبير بالآثار المصرية بعد فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى شامبليون، وكانت النواة الأولى للمتحف ببيت صغيرعند بركة الأزبكية القديمة، حيث أمر محمد على باشا بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة إلى متحف الأزبكية وذلك عام 1835، وأسند إدارتهما إلى يوسف ضياء أفندى، بإشراف رفاعة الطهطاوى.
وبعد وفاة محمد على عادت سرقة الآثار مرة أخرى وسار خلفاؤه على نهج الإهداء فتضاءلت مقتنيات المتحف، وفى عام 1858م، وتم تعيين “مارييت” كأول مأمور لإشغال العاديات أى ما يقابل حالياً رئيس مصلحة الآثار، وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار، ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التى عثر عليها أثناء حفائره “مثل آثار مقبرة إعح حتب”.
وفى عام 1863م أقر الخديوى إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية لكن لم ينفذ المشروع، وإنما اكتفى بإعطاء مارييت مكان أمام دار الأنتيكخانة فى بولاق ليوسع متحفه، لكن فى عام 1878م حدث ارتفاع شديد فى فيضان النيل ما سبب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وأعيد افتتاح المتحف فى عام 1881م، وفى نفس العام توفى مارييت وخلفه “ماسبيرو” كمدير للآثار وللمتحف.
وفى عام 1890م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلى سراى الجيزة، وعندما جاء العالم “دى مورجان” كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات فى المتحف الجديد الذى عرف باسم متحف الجيزة، وفى الفترة من 1897 – 1899م جاء لوريه كخليفة لدى مورجان، ولكن عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م، وفى عام 1902م قام بنقل الآثار إلى المبنى الحالى للمتحف “فى ميدان التحرير” وكان من أكثر مساعديه نشاطاً فى فترة عمله الثانية العالم المصرى أحمد باشا كمال الذى كان أول من تخصص فى الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف.
أوانى زجاجية فى المتحف المصري
أما أول مدير مصرى للمتحف فكان “محمود حمزة” الذى تم تعيينه عام 1950م، هذا وقد كان للمتحف دليل موجز وضعه ماسبيرو يرجع إلى عام 1883م إلا أنه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتى الآن.
تطوير المتحف المصرى بالتحرير
والمتحف المصرى تمثلت أعمال تطويره في تطوير قاعة عصور ما قبل التاريخ والعصر العتيق بالدور الأرضي بالمتحف، وتطوير سيناريو العرض المتحفي لمقتنياتها والتى تتبلور فيها فكرة الملكية ومنتجات تلك الفترة من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية وأدوات الزينة المصنوعة من العاج.
كما تم إعادة عرض أول تمثال ملكي في الحضارة المصرية في تلك القاعة ونقوش مقبرة 100 من عصر الأسرة صفر من هيراكونبوليس، كما تم كذلك تطوير قاعات الدولة القديمة بالدور الأرضي وسيناريو العرض المتحفي والتي تضم أهم فنون النحت والنقش خلال عصر الدولة القديمة مع إعادة عرض وترميم نقوش مقبرة “نفر ماعت” و “أتت” والدي المهندس خم-ايونو الذي بنى الهرم الأكبر.
وإلى جانب ذلك تم تطوير قاعات العصر المتأخر بالدور الأرضي والتي تضم أهم الآثار المكتشفة من تونة الجبل وأهمها التابوت النادر الخشبي ل با-دي-اوزير، وأخيراً إعادة عرض كنوز تانيس في الدور الأول حيث تعرض لأول مرة آثار الملك الفضي بسوسنس كاملة في قاعة منفردة وإعادة عرض آثار الملك امون-ام-اوبت والملك شيشنق وقائد الجيش ون-جباو-ان-جد.