القصة الحقيقية لرواية “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه”.. ماركيز كتب حكاية عائلته
ثقافة أول اثنين:
وتكاد تكون حياة العقيد ماركيز “جد الكاتب الشهير” رائعة مثل حياة الشخصيات التي ابتدعها حفيده، فقد حارب إلى جانب الليبراليين حتى استسلم مع جميع قواته في ريوفريو في مقاطعة ماجدالينا في عام 1902.
عاش جارسيا ماركيز مع جده إذ تركه والداه في رعايته منذ أن كان طفلاً وكان يقول دائمًا إن إحدى ذكريات طفولته الأولى النوم على مرتبة بجوار سرير العقيد، وفي الرواية، ظهر الجد باعتباره الرجل الحزين المهزوم في ساحة المعركة الذي يقضي حياته كلها في انتظار معاش ، بينما يفكر في بيع ديك القتال.
في الحياة الواقعية حدثت الأشياء بشكل مختلف، فوفقا لصحيفة “إل باييس” الإسبانية فإن الباحثين فى تراث ماركيز، إرنستو ألتاهونا وكارلوس لينان في إحدى عمليات البحث هذه صادفا توثيق ورقة معاش جد جارسيا ماركيز واكتشفا شيئًا لم يجده حتى كتاب السيرة الذاتية للكاتب: في الحقيقة كانت الجدة أولاً ثم أطفالها هم الذين سعوا بقلق شديد إلى الحصول على هذا المعاش التقاعدي لمشاركتهم في تلك الحرب عن بعد.
واحدة من أكثر الموضوعات إثارة للاهتمام التي ظهرت من هذه القصة هي قصة حياة خوسيه ماريا فالديبلانكيز، الأخ غير الشقيق لوالد الكاتب ففي كتاب “عشت لأروى”، السيرة الذاتية لجارسيا ماركيز يؤكد أنه كان عضوًا في مجلس الشيوخ خلال حرب الألف يوم وأنه حضر توقيع الاستسلام الليبرالي في مزرعة نيرلانديا القريبة. وكتب في مذكراته: ” ظهر إلى جانب والده المهزوم”.
يشرح ألتاهونا، أن فالديبلانكيز علا اجتماعيًا أثناء الحرب ، عندما أصبح اليد اليمنى للمحافظ مانجاريس، وفي وقت لاحق أصبح عضوًا في مجلس الشيوخ، الغريب أنه كتب خلال حياته العديد من الكتب التي لها بعض الأهمية مثل “تاريخ دائرة ماجدالينا”، وهذا ما كان يشترك فيه العم وابن أخيه الكاتب، حدث عاش العم توابع الحرب كهدية والآخر اعتبره الأدب أسطورة ، مما أتاح له فرصة كتابة رواية تدوم حتى آخر شمس للبشرية.