كيف تساعدك قاعدة الخمس ثوان في اكتساب الثقة الضرورية لتغيير حياتك؟
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة والكوتش ميل روبنز (Mel Robbins)، وتتحدَّث فيه عن قاعدة الخمس ثوان وكيف تساعد على تغيير السلوك وتعزيز الثقة بالنفس.
أمام كريستين (Christien) قرار تفكِّر به جدياً، ويجب أن تتخذه في الدقائق الخمس التالية، وهي تعلم تماماً أنَّه يجب أن تقول ما يخطر في بالها؛ ولكنَّها تتردد وتأخذ بعض الوقت للتفكير، فهي تخشى أن يبدو اقتراحها غريباً، فأيٌّ من زملائها لم يقترح شيئاً مشابهاً لفكرتها، وتتململ كريستين على كرسيها وتسأل نفسها كيف لم يذكر أحدهم تطبيق “سناب شات” (Snapchat)؛ ومن ثمَّ تتساءل ما إذا كان يجب أن تطرح فكرتها أو لا.
فهل ستمتلك كريستين الشجاعة لتقول فكرتها، وهي التي لم تعتد أبداً على ذلك طوال مسيرتها المهنية أو أنَّها ستبقى صامتة كعادتها، فهي تمتلك هدفاً؛ تريد أن تتقدم في مهنتها؛ ولذلك هي تحتاج إلى تحسين حضورها في مجلس الإدارة.
لقد أمضت كثيراً من الوقت وهي تفكِّر فيما يجب أن تفعله، وهي تكافح كثيراً بين ما يجب أن تفعله لتتطور في مهنتها وبين عاداتها التي تمنعها من ذلك، وتفقد ثقتها بنفسها شيئاً فشيئاً.
قرأت كريستين كتباً رائعة مثل “تقدَّمي” (Lean In) وكتاب “القبائل” (Tribes) وأيضاً “شجاعة عظيمة” (Daring Greatly) وكتاب “شيفرة الثقة” (The Confidence Code) إضافةً إلى ذلك فقد حضرت كريستين مؤتمرات نسائية، وأصغت جيداً إلى المنتور الخاص بها، ومارست تدريبات الثقة أمام المرآة في المنزل.
بفضل كلِّ هذه الكتب والتدريبات فقد أصبحت كريستين على دراية تامة بما يجب أن تفعله مثل طرح أفكار استراتيجية، وأن تكون مُبادِرة وتتقدَّم إلى الأمام، وتثبت حضورها، وتبادر إلى تنفيذ المشاريع التي ترفع من كفاءتها، والأفضل من ذلك أنَّ لديها هدفاً تريد تحقيقه.
قد تتساءل ببساطة بعد كلِّ ما قلناه ما الذي يمنع كريستين من طرح فكرتها؟ وهذا سؤال وجيه.
الإجابة ببساطة أنَّ مشاعر كريستين تتغلب عليها فما تكافح ضده كريستين ليس ضعف قدرتها على الكلام؛ بل عدم ثقتها بنفسها، فهي تعرف تماماً كيف تتحدث في اجتماع عمل؛ ولكنَّها لا تعرف كيف تتغلب على المشاعر التي تمنعها من ذلك؟
من الغريب أنَّه نادراً ما تعمل مشاعرنا لمصلحتنا وتشير الدراسات إلى أنَّنا نميل إلى التصرف وفق ما تمليه علينا المشاعر التي تجعلنا نشعر بالراحة في الوقت الحالي، ونهمل العمل وفق المشاعر التي تحقق لنا الفائدة على الأمد الطويل.
عندما تدرك أنَّ المشكلة تكمن في المشاعر، تكون قادراً على التغلب عليها:
في القصة التي ذكرناها أعلاه، نرى أنَّ مشاعر كريستين تتغلب عليها، وفي أقل من خمس ثوانٍ بدأت مشاعر الشك بالذات تسيطر على تفكيرها، ويحدث هذا معنا جميعاً، ولكن حالما تدرك التأثير الحاسم للمشاعر في عملية صنع القرار لدينا فستكون قادراً على التغلب عليها، وإليك ما يجب أن تعرفه:
بدايةً نميل نحن البشر إلى الاعتقاد بأنَّنا نستخدم المنطق أو نضع في الحسبان أهدافنا عندما نتخذ أيَّ قرار؛ ولكنَّ الحقيقة خلاف ذلك، فوفقاً لعالم الأعصاب أنطونيو داماسيو (Antonio Damasio) “إنَّ مشاعرنا هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات في 95% من الحالات وليس التفكير أو المنطق”.
السبب هو أنَّنا نشعر قبل أن نفكِّر ونشعر قبل أن نتصرف، ويصف داماسيو البشر بأنَّهم كائنات شعورية أساساً ووظيفتها الثانوية هي التفكير، وليست آلات تفكير تأخذ فيها المشاعر وظيفة ثانوية؛ ولذلك قلنا إنَّ الغالبية العظمى من قراراتنا تعتمد على مشاعرنا.
درس داماسيو أشخاصاً تعرضوا لإصابة في الدماغ وتعطلت لديهم المراكز الدماغية المسؤولة عن المشاعر، وتوصَّل إلى نتائج مذهلة فلم يستطع أيٌّ من هؤلاء اتخاذ قرار.
على الرَّغم من أنَّهم تمكنوا من معرفة ما يجب فعله منطقياً وإيجابيات كلِّ قرار وسلبياته، إلا أنَّهم لم يتمكنوا فعلياً من اتخاذ قرار، حتى أبسط القرارات مثل اختيار نوع معين من الطعام كان مستحيلاً بالنسبة إليهم.
ما اكتشفه داماسيو هو أمر بالغ الأهمية ويجب فهمه؛ ففي كلِّ مرة نكون فيها أمام موقف يجب أن نتخذ بشأنه قراراً، فإنَّنا نقوم بإحصاء سلبيات كلِّ خيار من الخيارات وإيجابياته التي لدينا، ولكن في النهاية نميل إلى الخيار الذي يتوافق مع مشاعرنا، وهذه العملية تحدث في جزء من الثانية؛ ولذلك لا نشعر بها.
على سبيل المثال، عندما تفكِّر فيما ستأكله فأنت في الواقع تسأل نفسك ما الذي أحب أن آكله؟ وهذا ما كانت تفعله كريستين في مهنتها، فلم تكن تسأل نفسها إذا ما كانت يجب أن تشارك فكرتها؛ بل كانت تتساءل دون أن تعي ذلك إذا ما كانت تشعر بالرغبة في مشاركة فكرتها أو لا؟ والفرق كبير بين الحالتين؛ فعلى الرَّغم من أنَّنا منطقياً نعلم ما يجب أن نفعله، إلا أنَّ مشاعرنا حيال ذلك هي من تقرر نيابةً عنا.
أي إنَّ مشاعرك ستتخذ القرار قبل أن تدرك ذلك حتى، وما تشعر به لا يتماهى مع أحلامك وأهدافك؛ لذلك إذا كنت تتصرف فقط عندما تشعر بالرغبة في القيام بهذا الشيء أو ذاك فلن تحقق ما تحلم به، وما يجب أن تتعلمه هو الفصل بين ما تشعر به وما يحب أن تفعله، ولكي تحقق ذلك اتبع قاعدة الخمس ثوان.
شاهد بالفديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس
بدأ اكتشافي لهذه القاعدة في عام 2009، وكنت أبلغ من العمر 41 عاماً، وكنت أواجه مشكلات مادية ومشكلات في العمل وفي زواجي، وكنت قلقة جداً لدرجة أنَّني كنت أشعر بالخوف طيلة اليوم.
شعرت بالإرهاق طوال أشهر بسبب المشكلات التي واجهتها، وكنت أجد صعوبة في النهوض من الفراش وأستغرق في التفكير في رهن المنزل والديون وكيف ساءت علاقتي بزوجي، والسبب الذي كان يمنعني من النهوض هو ببساطة أنَّني لم أشعر بالرغبة في القيام بذلك؛ ومن ثمَّ اكتشفت لاحقاً أنَّني كنت عالقة فيما يسميه العلماء حلقة العادات المفرغة.
ما حدث هو أنَّني كنت أضغط زر الغفوة عندما يرن المنبه، وحدث ذلك مرات عديدة على مدار أيام، الأمر الذي حوَّل العادة إلى نمط سلوكي يشبه الحلقة المفرغة، ولكن في أحد الليالي تغيِّر كلُّ شيء، فقد كنت على وشك أن أطفئ التلفاز وأخلد إلى النوم عندما لفت انتباهي إعلان تلفزيوني.
تضمَّن الإعلان صورة لمنصة إطلاق، وكان بإمكاني سماع العد التنازلي المعتاد الذي يبدأ بالعدد خمسة وينتهي بالانطلاق، ومن ثمَّ انطلق الصاروخ، فقد استلهمت من الإعلان، وقلت في نفسي هذا كلُّ ما أحتاجه سوف أنهض من سريري غداً، وسأفعل ذلك بسرعة؛ فلا يكون لديَّ وقت للتفكير، وعلى الرَّغم من بساطة الفكرة واحتمالية أن أتجاهلها إلا أنَّني ولحسن الحظ لم أفعل؛ بل تصرفت كما خططت تماماً.
رنَّ المنبه في الصباح التالي وأول شيء شعرت به هو القلق، كان فصل الشتاء وقتها في مدينة بوسطن (Boston) الجو بارد وغرفتي مظلمة ولم أرد أن أنهض من سريري.
تذكَّرت انطلاق الصاروخ الذي شاهدته ليلة أمس وسرعان ما شعرت بأنَّني أرتكب حماقةً إذا لم أنهض من السرير؛ ومن ثمَّ فعلت شيئاً لم أفعله مسبقاً فقد تجاهلت مشاعري ولم أفكِّر وفعلت ما يجب فعله، وبدلاً من ضغط زر الغفوة عددتُ تنازلياً تماماً مثلما حصل في إعلان الصاروخ؛ ومن ثمَّ نهضت من السرير، وفي تلك اللحظة تماماً اكتشفت قاعدة الخمس ثوان.
قاعدة الخمس ثوانٍ:
يمكن فهم هذه القاعدة من خلال هذا المثال، عندما تشعر بالتعب وعدم الرغبة في ممارسة الجري قم بالعد تنازلياً من 5 ومن ثمَّ انطلق، وستجد أنَّك تنطلق بسهولة، وبالمثل عندما لا تشعر بالرغبة في أداء مهامك فإنَّك حتماً لن تستطيع ذلك، ولكن قم بالعد التنازلي من 5 وابدأ، وبهذه الطريقة ستجبر نفسك على العمل وهكذا في كلِّ شيء، فما لم تتعلم كيف تفصل مشاعرك عن أفعالك فإنَّك لن تتمكن أبداً من تحرير إمكاناتك.
إليك بالضبط كيف تمنعك المشاعر من إجراء التغيير: عندما تأخذ بعض الوقت لتفكِّر في مشاعرك، فإنَّك تتوقف عن التقدُّم نحو هدفك، لكن عندما تتجاهل مشاعرك، فستبدأ بالتفكير بما يجب فعله بصرف النظر عن مشاعرك، ستقيِّم الإيجابيات والسلبيات وهنا ستفكِّر بشيء مختلف وهو كيف تشعر حيال ما يجب فعله بدلاً من التفكير فيما إذا كنت ترغب في ذلك أو لا.
إذا كنت تجد صعوبة في الالتزام بحمية غذائية، فأنت في الواقع لا تعاني ضعف القدرة على الالتزام؛ بل تعاني عدم الرغبة في القيام بذلك، ينطبق هذا على كلِّ شيء، مثل وضع خطة مشروع تجاري موضع التنفيذ أو إنقاذ علاقتك الزوجية أو الوصول إلى رقم محدد في المبيعات أو كلُّ شيء حرفياً.
بمجرد أن تتمكن من تجاهل مشاعرك فستكتشف أنَّ قدراتك على إنجاز أهدافك أكبر بكثير ممَّا كنت تتخيله:
قد لا تستطيع التحكُّم بمشاعرك، ولكن بالتأكيد يمكنك تحديد كيف تتصرف. خذ مثلاً الرياضيين المحترفين؛ فأحد الأسباب التي تجعلهم قادرين على تحقيق الكثير في مهنتهم هو الموهبة والتدريب؛ ولكنَّ أحد الأسباب الرئيسة التالية هي امتلاكهم مهارة نحتاجها جميعاً في حياتنا؛ إنَّها قدرتهم على فصل عواطفهم عمَّا ينبغي لهم فعله؛ ولذلك تجدهم يتدربون حتى عندما لا يشعرون برغبة في ذلك.
قد يشعرون بالتعب في نهاية المباراة مثلاً؛ ولكنَّهم لا يستسلمون للتعب؛ لذا يعرف الرياضيون تماماً أنَّ المشاعر ما هي إلا افتراضات؛ ولذلك يتجاهلونها وكي تحقق التغيير يجب أن تفعل الشيء نفسه؛ أي يجب أن تتجاهل مشاعرك وتقوم بما يجب القيام به على أيَّة حال.
يعاني الجميع مشاعر عدم الثقة بالنفس، ولكن ما يميِّز الناجحين عن غيرهم هو أنَّهم لا يستكينون لهذه المشاعر؛ لذلك من الآن فصاعداً لا تنتظر حتى تشعر بالرغبة في فعل شيء ما حتى تفعله.
لنعد الآن إلى اجتماع العمل الذي تحضره كريستين مع القرار الهام الذي تحاول أن تتخذه:
فيما مضى وعندما كانت تشعر بعدم الثقة في النفس كانت تلقي نظرة على دفتر ملاحظاتها وتلتزم الصمت وسرعان ما تنتهي الخمس ثوان، وفي حال طرح أحد زملائها فكرة مشابهة للفكرة التي لديها وهو شيء يحدث كثيراً، فإنَّها كانت تمضي فترة المساء وهي توبخ نفسها على عدم طرحها فكرتها قبل أن يفعل أحد زملائها ذلك.
لكن اليوم تفعل كريستين شيئاً مختلفاً تماماً، فهي تفكِّر جدياً بقول فكرتها وتشعر بأنَّ الثواني الخمس على وشك الانتهاء، وتتسارع ضربات قلبها، وفي النهاية تطبِّق القاعدة.
تبدأ بالعد التنازلي بصمت كي تخفف من مشاعر عدم الثقة وتتصرف بسرعة على غير عادتها؛ فينجح العد التنازلي في كسر حلقة سلوكها المُعتاد ويصرف تركيزها عن مخاوفها وتشعر بالثقة بالنفس عند ذلك، وفي هذه اللحظة من الثقة بالنفس تشعر بوضوح الأفكار، وكلُّ ما عليها فعله الآن هو ترتيب أفكارها؛ ومن ثمَّ تحين اللحظة.
تفتح كريستين فمها وتقول” لديَّ فكرة” يلتفت الجميع إليها فتشعر كريستين بالتوتر؛ ولكنَّها تجبر نفسها على الاستمرار في التحدُّث فتنتصب قامتها وتضع يديها على الطاولة وتطرح فكرتها، يصغي الجميع لما تقوله، وفي أثناء ذلك طرح بعضهم الأسئلة، وفي النهاية شكرها المدير وأثنى على اقتراحها المثير للاهتمام.
لم يحدث شيء مُفاجئ ممَّا توقعته كريستين؛ ولكنَّ التغيير طرأ على ما شعرت به فقد حدث شيء غيَّر حياتها؛ لقد حصلت أخيراً على الشجاعة لتتصرف كما أرادت دوماً أن تكون في عملها الموظفةُ التي يعرفها الجميع ويحترمها.
ما يهم ليس ما قالته كريستين؛ بل شجاعتها في طرح فكرتها، فكرتُها التي غيَّرت استراتيجية الشركة في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنَّ تصرفها غيَّرها هي نفسها، فلم يتغيَّر سلوك كريستين فحسب؛ بل تغيَّرت نظرتها إلى نفسها وحتى طريقة تفكيرها.
هذه هي قاعدة الخمس ثوان، وهكذا تساعدك على اكتساب الثقة بالنفس، ولقد استخدمتها كريستين لتستمد الشجاعة والثقة، فقد قررت أن تصرِّح بفكرتها وهو شيء لم تكن تفعله عادةً وأثبتت لنفسها أنَّها ذكية وجيدة بما يكفي للمساهمة في العمل من خلال أفكارها.
كانت خطوة صغيرة؛ ولكنَّها غيَّرت حياة كريستين، والسر في نجاحها أنَّها تحلت بالشجاعة وطبقَّت النصيحة التي يوصي بها جميع الخبراء؛ قاعدة الخمس ثوان هي أداة تؤدي إلى تغيير فوري في السلوك، ومن خلال كونها واعية لمشاعرها تمكنَّت من التغلب عليها والتخلص من العادة التي تعوقها في حياتها المهنية، وبالنتيجة أصبحت أكثر صلابةً في مهنتها، وكلَّما استخدمت هذه القاعدة للتعبير عن أفكارها زادت ثقتها بنفسها.
شاهد بالفديو: 10 طرق لتعزيز شجاعتك
الثقة أيضاً مهارة نصقلها بالممارسة وفي هذا الصدد يتحدث عالم النفس الاجتماعي تيموثي ويلسون (Timothy Wilson) عن تدخل نفسي (أحد مفاهيم علم النفس التطبيقي، ويعني إجراء يهدف إلى إحداث تغيير في الشخص) يعود إلى زمن أرسطو (Aristotle)؛ إذ يقول: “افعل الخير تكن بخير”.
يهدف هذا التدخل إلى تغيير سلوك الشخص أولاً؛ ومن ثمَّ يتغير تصوره عن نفسه ويجد أنَّه قادر على القيام بأشياء لم يعتقد أنَّه قادر على القيام بها سابقاً، وهذا هو السبب في كون قاعدة الخمس ثوان فعالة جداً في التغيير السلوكي؛ وبالتالي المساعدة على تحقيق الأهداف.
لا تغيِّر قاعدة الخمس ثوان من نمط التفكير مباشرةً، في الواقع إنَّك تحتاج إلى العمل أكثر من التفكير حتى تغيِّر حياتك؛ لذلك نجد ويلسون يقول: “عقولنا ليست ساذجة، فلا يمكنك أن تجبر عقلك على التفكير الإيجابي بمجرد أن تخبر نفسك بذلك؛ بل يجب أن تعمل قليلاً أيضاً”.
يجب أن تفعل أكثر من مجرد الكلام؛ إذ يجب أن تتغلب على المشاعر التي تعوقك، وتقوم بما يجب لكسر العادات التي تقف في وجه نجاحك، إذاً فأنت بحاجة إلى استبدال كل واحدة من هذه العادات المدمرة بعادة الشجاعة.
في الاجتماع القادم سوف تحتاج كريستين إلى الشجاعة، وسيكون لديها ما تقوله، وستشعر بعدم الارتياح، وسوف تشك في نفسها لأنَّها على وشك مشاركة أفكارها، وبعد ذلك ستتردد وتشعر بأنَّها يجب أن تتراجع؛ فهذه هي اللحظة الحاسمة؛ إنَّها لحظة تتوافق فيها قيمك وأهدافك؛ ولكنَّ مشاعرك ستحاول خداعك؛ لذا ستحتاج كريستين إلى استخدام قاعدة الخمس ثوانٍ لتجبر نفسها على التحدث.
كلما استخدمت القاعدة، زادت سرعة كسرها لعادتها المتمثلة في التزام الصمت في الاجتماعات، واستبدالها بعادة جديدة وهي الشجاعة، كلَّما تمكنت كريستين من التعبير عن نفسها بعفوية والتعبير عن أفكارها أصبحت أكثر حيويةً وقدرةً على التواصل وأكثر قوةً.
في الختام:
إذا كنت تشعر بالقلق حيال أيِّ شيء، فابدأ بالعد التنازلي من 5 وعند الوصول إلى 0 تصَّرف بشجاعة واجعل الشجاعة خيارك اليومي في كلِّ شيء، وطبِّق هذه القاعدة في كلِّ مرة تتخذ فيها قراراً للقيام بشيء أو قول شيء ما، فكلَّما تصرفت بشجاعة زادت ثقتك بنفسك.
طبِّق هذه القاعدة في كلِّ مرة تواجه فيها شيئاً من ضعف الثقة بالنفس؛ ومن ثَمَّ تصرف وستتغلب على الخوف وتثبت لنفسك أَنَّك قادر على القيام بما تحلم به؛ هكذا تعزز ثقتك بنفسك من خلال التصرف بشجاعة في كلِّ مرة.