بعد رحيل بيدرو مونتابيث.. ماذا تعرف عن أشهر مستعرب قدم صورة إيجابية عن العرب؟
ثقافة أول اثنين:
بيدرو مارتينيث مونتابيث.. مستعرب ومؤرخ ومفكر إسباني رحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ90 عامًا، ويعد أحد أبرز الكتاب الذين قدموا صورة إيجابية عن العرب والمسلمين.. فماذا نعرف عنه؟
عرف المستعرب والباحث الإسباني البارز بيدرو مارتينيث مونتابيث باهتمامه في دراساته، ببلدان العالم العربي وآدابه وتاريخه المعاصر، حيث ركز في أبحاثه التاريخية على المشرق العربي وأثر الفترة الاستعمارية المدمر، كما ركز بشكل مستمر على فلسطين أمة وشعباً وفكرة.
ترأس بيدرو مارتينث مونتابيث جمعية الصداقة الإسبانية العربية والجمعية الإسبانية للدراسات العربية، وحاز على درجة الدكتوراه فى الفلسفة والأدب اللغات السامية من جامعة كومبلوتنسي بمدريد عام 1963.
وخلال مسيرته نال بيدرو مارتينث مونتابيث العديد من الجوائز مثل جائزة التضامن مع العالم العربي من جمعية الصحفيين العرب في إسبانيا، فضلًا عن ثلاث درجات دكتوراه فخرية من جامعات مختلفة وهي خاين وغرناطة وأليكانتي، كما حاز لقب شخصية العام الثقافية لعام 2008 من جائزة الشيخ زايد للكتاب، تكريمًأ لدوره الرائد في بناء جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وجمع المستعربين الأسبان والمستعربين في أمريكا اللاتينية بالمتخصصين العرب باللغة وبالثقافة الإسبانية.
وُلد بيدرو مارتينث مونتابيث في 30 يونيو عام 1933. تخرج في كلية التاريخ وفقه اللغة من جامعة كومبلوتنسي. عمل أستاذًا في جامعه غرناطة وجامعة أليكانتي وجامعة عين شمس وشغل العديد من المناصب الأكاديمية. وكان عميدًا لكلية الفلسفة والآداب بالجامعة المستقلة في مدريد، ورئيسًا للجامعة ذاتها، وأول رئيس يتم انتخابه بشكل ديمقراطي في الفترة من 1978 حتى 1982 عقب ديكتاتورية فرانكو.
ألف بيدرو مارتينث مونتابيث العديد من الكتب عن العالم العربي والتاريخ الأندلسي وترجم إلى اللغة الإسبانية أعمالًا لأبرز الشعراء العرب مثل محمود درويش ونزار قباني وجبران خليل جبران بداية من عام 1965. كما ترجم نماذج من الشعر الفلسطيني 1974، إضافة إلى كتابه المؤلف والذي يحمل عنوان قصيدة فلسطين عام 1980، وصدر باللغتين العربية والإسبانية، واشتمل على قصائد لشعراء من العراق هم عبد الوهاب البياتي والحيدري وفوزي كريم وخالد الشواف ومحمد مهدي الجواهري.
عقب تجربة خاضها خلال خمسين عامًا مع اللغة والثقافة العربيتين عبر ترجمته أهم الشعراء المعاصرين وقراءته الأدب العربي الحديث، أكد مارتينث مونتابيث ووقوفه الحقيقي مع القضية الفلسطينية ومع كل شعب يقتله العنف، وأضاف أن اللغة العربية والثقافة العربية بكل ما تحملانه هما حقيقة يُمثلان الحصن الوحيد المتبقي للعرب، وعليهم أن يحافظوا بجدية ووعي وتحد على هذا الحصن وأن يحموه من الذوبان والانهيار، لأنه يعني وقتئذ انهيارهم
ومن أبرز مؤلفات بيدرو مارتينث مونتابيث: العرب والبحر الأبيض المتوسط 1999، الأدب العربي اليوم 1987، ولماذا العراق؟ 2003، مأساة العرب الكبرى 2003، العالم العربي وتغيرات القرن 2004، تطلعات الغرب والحرمان العربي 2008.