اخبار وثقافة

أحمد الصغير بعد فوزه بـ الطيب صالح: أراهن على النقد المغامر والفوز فارق بمسيرتى

ثقافة أول اثنين:


عبر الدكتور أحمد الصغير، أستاذ الأدب العربي، فى كلية الآداب، جامعة الوادي الجديد، عن سعادته لفوزه بجائزة الطيب صالح العالمية، فى دورتها الثالثة لعام 2023، وحصوله على المركز الثانى عن “التحليل السيمائي – دراسة ديوان أنت واحدها وهي وأعضاؤك انتثرت للشاعر محمد عفيفي مطر”.


الدكتور أحمد الصغير، تحدث مع “اليوم السابع” حول فوزه بجائزة الطيب صالح للإبداع، وطبيعة كتابه الفائز، الذى يتناول أحد دواوين الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر.. وإلى نص الحوار.


ما الذى يمثله لك الفوز بجائزة تحمل اسم الطيب صالح؟

 


يمثل الفوز بجائزة الطيب صالح علامة مهمة في حياتي النقدية والعملية، فإنني أراهن على النقد المغامر بالنص، ولذلك جاءت الجائزة لتمنح النقد في مصر ثقة في أدواته ومشروعاته المتنوعة على الرغم فرديتها، فالناقد يقف وحده في ميدان واسع بلا مؤسسة تعوله أو تؤمن بمشروعاته وأفكاره، فشكرا للقائمين على جائزة الطيب صالح ولجان التحكيم، وشكرا للسودان الشقيق، متمنيا له الاستقرار والتقم بفضل أبنائه المخلصين.


حدثنا عن خطوة الاشتراك في الجائزة؟

 


الذي شجعني على الاشتراك في المسابقة بعض أصدقائي النقاد من أبناء جيلي، مثل الدكتور عادل ضرغام، والدكتورة عفاف عبد المعطي، والدكتور علاء الجابري، والدكتور محمد عبد الباسط عيد، والدكتور سيد ضيف الله.. وأشكرهم جميعا لثقتهم في بحوثي النقدية.


تعد جائزة الطيب صالح حلما يراود الكثيرين فما الذي يميزها برأيك؟

 


الذي يميز الجائزة صدقها ونزاهتها وتجردها الشخصاني، حيث تعتمد الجائزة على الانتصار لجودة العمل وأن يكون هدفها اكتشاف وتشجيع الكتابات الجديدة في الرواية والقصة والدراسات الأدبية والنقدية .. وهناك أمر آخر يميز هذه الجائزة، أنها تحمل اسم كبير هو الطيب صالح فهو يقف بجانب نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم وطه حسين، علامة كبيرة في الأددب العربي في السودان وخارج السودان، فقد ترجمت أعماله الأدبية إلى أكثر من أربعين لغة حول العالم.


ما الذى تناولته فى كتابك “التحليل السيمائي – دراسة ديوان أنت واحدها وهي وأعضاؤك انتثرت للشاعر محمد عفيفي مطر”؟

 


تحدث العمل الذي شاركت به في جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عن التحليل السيميائي في الخطاب الشعري من خلال مقاربة سيميائية لشعر الراحل محمد عفيفي مطر وديوانه أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت، حيث يعد الشاعر المصري الكبير عفيفي مطر أحد الرواد المخلصين لقصيدة الحداثة العربية، ويطرح نصه الشعري الكثير من الفتوحات الشعرية الكونية، فهو شاعر خرج على عباءة الإسلاف، ليقتحم غابات الشعرية الجديدة.


وما هى الرسالة التي يأكد عليها كتابك؟

 


الرسالة التي يحملها العمل الفائز هي قدرة النقد على إنتاج نص نقدي مواز للنص الشعري، لأن النقد ينتج معارف متنوعة من بينها مقاربة النص الأدبي من خلال طرح رؤى مشتبكة بالعالم الخارجي المحيط بالنص الشعري تحديدا، فقصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر هي قصيدة تحمل منتوجات عرفانية وسيميائية متنوعة، وقد تجلى ذلك كله من خلال مقاربة ديوانه الفاتن أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت، فيمثل الكتاب فتحا معرفيا لشعر عفيفي مطر .. وأنا أدعو الأجيال إعادة قراءة محمد عفيفي مطر.


القراءة فتنة إنسانية ولكن باعتبارك ناقدا أى قراءات تشعل هذه الفتنة لديك؟

 


القراءة فتنة إنسانية كبيرة، نعم، حيث قرأت في فترات مبكرة أعمال طه حسين والعقاد والمازني، وقرأت مشروعات النقاد الكبار، محمد مندور، وشكري عياد، وعز الدين إسماعيل، جابر عصفور، صلاح فضل، عصام بهي، يوسف نوفل، ومحمد عبد المطلب، انفتحت على النقد الأوروبي والأمريكي، فقرأت رولان بارث، وأعمال ميخائيل  باختين وجيرار جينيت، وميشيل فوكو، وريفاتير،… وغيرهم، يترك الكاتب الجاد أثرا في الأجيال القادمة، حيث نحتاج لمزيد من الجد في اتقان العمل الأدبي، بل يحتاج العمل أن تعطيه كيانك، يكي تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين .. فكل كتابة أدبية أو نقدية تخلو من الصدق المهني والجدية العلمية لا يعول عليها .. وكل نور لا يزيل ظلمة لا يعول عليه على حد قول ابن عربي.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى